responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 17

قلت: بل ورثوه عن بشر مثلهم، يخطئون ويصيبون.

قال: فهل ترى موازين الله الممتلئة بالعدالة تقبل باطلهم الممزوج بالحق، وشرهم الممزوج بالخير، لكونهم ورثوه عن آبائهم وأجدادهم، ولا مسؤولية لهم في ذلك؟

لم أدر ما أجيبه، لأني إن خالفته في ذلك قرأ علي قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إلى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإلى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ﴾ [المائدة: 104]، وغيرها من الآيات الكريمة التي تنعى عليهم تقليد المشركين لآبائهم، ووراثتهم الدين منهم.

وإن وافقته فيما ذكر أكون قد تخليت عن مبدئي الذي تعلمته وورثته.. لكني وجدت حيلة للفرار، فقلت: لك أن تقرأ علي ما شئت من آيات القرآن الكريم التي تنعى على المشركين اتباعهم لآبائهم وأجدادهم.. لكن الأمر مختلف هنا، فنحن مسلمون بحمد الله، وقد ورثنا الإسلام من أشخاص كثيرين كلهم مسلمون.

قال: الحق أعظم من أن يتعلق بالأشخاص.. الحق اسم الله، واسم الله لا يسمى به غيره.. فلذلك ابحث عنه تجده..

قلت: فكيف أبحث عنه؟

قال: بالبحث عن أهله.

قلت: ها قد عدت بنا إلى الأشخاص..

قال: عندما تسلم للأشخاص، وتنقاد لهم، وتجثو بين أيديهم كالميت بين يدي الغسال، لا تناقش لهم رأيا، ولا ترد عليهم وهما، حينها تكون عبدا للأشخاص.. وحينها ستسد الحجب بينك وبين الحقيقة.

قلت: أتقصد أن أناقش الأشخاص؟

قال: تناقش أفكارهم، لا ذواتهم.. وحججهم، لا أعيانهم.

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست