responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 200

يعلو محياه.. قام، وهو يقول: أنا (آرثر شوبنهاور)[1].. لا أحد منكم إلا يعرفني.. ومن لم يعرفني، فيكفي أن يقرأ ما كتب على صفحة وجهي من حروف الحزن والكآبة ليعرفني، ويعرف حقيقتي.

قد ترون أن سبب ذلك ما مررت به من ظروف عائلية وشخصية.. فتذكرون أن أبي مات منتحرا، وأنا في السابعة عشرة من عمري، وأنني عشت بعدها حياة شقية تعيسة بسبب خلافي مع أمي التي تحررت من كل قيود الفضيلة بعد وفاة أبي، وأنني لذلك قاطعتها، فلم أرها حتى ماتت، وأن ذلك سبب لي شعورا بالمقت الشديد للنساء لازمني طوال حياتي، فلذلك لم أرتبط بامرأة أبدا.

وتذكرون أني عند قيامي بالتدريس بجامعة برلين لم أكن موفقا ولا مقبولا من الطلاب.. وأن الأساتذة تآمروا علي.. وأن كتبي لم تلق الرواج الذي تستحقه.

وتذكرون أني ظللت في الثلاثين عاما الأخيرة من عمري أعيش في حجرتين في فندق، وحيدا بلا أم ولا زوج ولا ولد ولا أسرة ولا وطن ولا صديق، سوى كلبي الذي أطلقت عليه اسم (أطما)، أي روح العالم، أو الروح الكلي ـ كما يذكر البراهمة ـ وأطلق عليه الناس [شوبنهاور الصغير] سخرية مني واستهزاءا بي وعبثا بمشاعري.


[1] آرثر شوبنهاور: (1788-1860م) فيلسوف ألماني، ولد في دانزيج (غدانسك ببولندا).. أهم أعماله: العالم رغبة وعَرَض، إضافة إلى مجموعة مقالات بعنوان باريرجا وباراليبومينا، جلبت له شهرة عالمية حتى نهاية حياته. وقد ذكر د. عبد الرحمن بدوي الظروف النفسية التي عاشها في حياته، فقال: (ويقولون لنا أنه كان طوال حياته فريسة لكثير من المخاوف الشاذة التي تصل إلى حد الفزع المرضي، وفي سنة السادسة في أثناء تريّضه توقف مرة وشعر بالوحدة المخيفة وتخيل أن أبويه يريدان الخلاص منه، وحينما كان طالبًا في جامعة برلين كان يتصوَّر أنه مصاب بالتدُّرن، ولا يكاد يسمع دنو الحرب من برلين حتى يولي هاربًا مذعورًا، وظل دائمًا يَحذر الناس، ويعتقد أنهم جميعًا أعداء واقفون لإيذائه بالمرصاد) [د. عبد الرحمن بدوي ـ شوبنهور، ص30]

 

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست