responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 282

لأن مهمته أن يكون هو خالقاً للقيم، يضع للأشياء من القيم ما يريد، مما يؤدي إلى تحقيق الغاية من الإنسانية.. فهو حرٌّ في أن يضع شرعة القيم التي يرتئيها في الأخلاق، والسياسة، والفلسفة، وغير ذلك.

هذا ما كنت أردده في كل المجالس.. ليس ذلك فقط.. بل كنت أقول لهم: إن هذا الإنسان الأعلى هو الذي يحدد معتقدات العصر بأكمله.. وهو الذي يعطي للحضارة صورتها.. وهو الذي يخلق القيم في حرية تامة، غير آبه لما يسمى بالخير والشر، أو الحق والباطل.. فهو كل شيء، يخلُق الأخلاق، ويحدّد الحق بإرادته، ويفرض على الناس ما يضع لهم من قيم فرضاً، وليس عليهم هم إلا أن يطيعوه، فالطاعة أولى فضائل الذين ليسوا هم من طبقة الإنسان الأعلى.

ولهذا كله أعلنت موت الإله.. فقد وجدت أن الإله هو الوحيد الذي يحول بيننا وبين هذا الترقي.. ولذلك أردت أن أجعل من السوبرمان هو الإله..

قال ذلك، ثم انصرف بحزن شديد إلى الصخور يضربها بشدة، وكأنه يضرب نفسه.

آدولف هتلر:

ما انتهى نيتشة من حديثه حتى قام رجل في مثل قصره.. كان يحمل مطرقة مثل مطرقته.. كان يشبه في ملامحه الطاغية الكبير [آدولف هتلر[1]]، وقد تعجبت من وجوده في ذلك المحل الذي لم يكن فيه إلا الفلاسفة والمفكرين، قام، وقال: لا شك أن العالم جميعا يعرفني.. فلا حاجة لأن أذكر لكم اسمي الذي عشت عمري جميعا أعبده، وأطلب من البشر أن يعبدوه.. وفي سبيل ذلك ألغيت الله من وجودي، ودعوت إلى إلغائه.. ولذلك ترونني


[1]فريدريك نيتشه (1844 ـ 1900م) فيلسوف ألماني، عالم نفس، وعالم لغويات، تميز بشخصية عدوانية جداً، و كونه ناقدا حادّا للمبادئ الأخلاقية،و النفعية، والفلسفة المعاصرة، المادية، المثالية الألمانية، الرومانسية الألمانية، والحداثة عُموماً.. وفي مجال الفلسفة والأدب، يعتبر نيتشه في أغلب الأحيان إلهام للمدارس الوجودية وما بعد الحداثة. روج لأفكار اللاعقلانية والعدمية، واستخدمت بعض آرائه فيما بعد من قبل إيديولوجيي الفاشية.

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست