responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 292

وكان أُسلوب عمله هو تجميد السجناء تدريجياً مع متابعة النبض والتنفس والحرارة وضغط الدم بانتظام، وقد مات أغلب من تمت التجارب عليهم، والباقون أصيبوا بلوثات عقلية وتمت إبادتهم بعد ذلك.

وهكذا أجرى بعض أصدقائي تجارب زرع الغرغرينة في الجروح، كما تم الحَقن بالميكروبات لمعرفة الأسرع فتكاً.

ضرب بمطرقته على بعض الصخور، ثم قال: لقد كان من نتائج تأثري وتأثر زملائي بالداروينية الطبيعية والاجتماعية أن أصبح الإنسان عندنا ليس سوى شيء من الأشياء.. لقد ظهر بلا أي مرجعية عُليا.. ظهر ضائعاً في هذا العالم؛ فهو نتاج تطور، وبداية هذا التطور كانت داخل مستنقع، وهذا التطور لن يقف عند الإنسان، بل هو مستمرٌ وغيرُ متوقف.

لقد أصبح الإنسان وفق هذا المنظور لا يختلف عن الأميبا، ولا يتمتع بأي حرية أو أعباء أخلاقية، لأن القانون الأخلاقي مجردُ تطور؛ ولذا فهو نسبي وقتي، فلا يوجد فارق بين مجموعة قتلة مجرمين، وبين ذئاب يخطفون شاة ..

البقاء أصبح هو القيمة الوحيدة.. والصراع هو الآلية.. والعالم ما هو إلا حربُ الجميع ضد الجميع، ومهما تطورت الكائنات فلن تنتج فكراً متجاوزاً.

ولهذا بررت الداروينية المشروع الإمبريالي، والمشروع النازي، وأراحت مجرمي الحروب من أي أعباء أخلاقية.

ضرب بمطرقته على بعض الصخور، ثم قال: لست أنا وحدي الذي كنت أمارس الإجرام.. بل كلهم مارسه.. حتى الذين حاكموني مارسوه بأبشع الأشكال.. لأن نجاح الدولة عندهم كان مرتبطا أساساً بمدى النهب الذي مارسوه أثناء الحقبة الاستعمارية.. فتراكم الثروات الرأسمالية هو تراكم إمبريالي استعماري في الأساس.

لقد قررت كل تلك الدول الظالمة التي تدعي أنها تحافظ على حقوق الإنسان، أن

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست