responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 44

لقد كنت أعلم النتائج الخطيرة التي تحملها هذه الجبرية الطبيعية، كنت أعلم أنها قد تؤدي إلى القول بأنه لا فائدة ترجى من وراء محاولتنا تفادي الشرور أو السيئات والأعمال المخزية أو المرض.. وتجعلنا نكف عن بذل أي جهود، أو عن الطموح أو التطلع وأن ندع الأمور تجري في أعنتها؟

كنت أعلم أن طرح مثل هذه التساؤلات قد يؤدي إلى ضرورة العودة إلى الدين، وإلى الله، لأنه وحده من يوجه مسيرة الإنسان نحو القيم الرفيعة.. لهذا رحت أستعمل كل الحيل للانصراف عن الدين، وإعطاء بدائل طبيعية له .. فذكرت (أن الجبرية لا توحي بعدم معاقبة الجريمة بل إنها على النقيض من ذلك ستؤدي بالشرع والمعلم والرأي العام أن يصنعوا بمقتضى القوانين أو الأخلاق عوائق أفضل في سبيل ارتكاب الجرائم، ويوفروا الدوافع والمغريات بالسلوك الاجتماعي القويم، وهذه العوائق والدوافع والمغريات ستنضم إلى العوامل البيئية التي تشكل سلوك الإنسان)

لقد ذكرت هذا وغيره، لأصرف عن كل تفكير في العودة للدين، ولو على سبيل الاستفادة من قيمه وأخلاقه وتصوراته، كما قال صديقي العزيز فولتير الذي كان أرجح عقلا مني.. فقد قال: (لو لم يكن الله موجودا ً لكان لابد من اختراعه)

وقلت هذا لأني أعلم أنه لا يمكن أن تكون هناك أخلاق ولا قيم من دون أن يكون هناك جزاء مرتبط بها.. فلا يمكن أن تتولد قيم الصّدق والنّزاهة والاستقامة والرّحمة والسّماحة والتّعاون والعدالة والكرم والإيثار وحبّ الخير ومساعدة المحتاج والعناية بالضّعيف من الطبيعة وحدها.. ومن دون أن يكون هناك علم بالجزاء المرتبط بمثل هذه التضحيات.

وأنا لم أكن أؤمن باليوم الآخر.. بل كنت أعتبر الإيمان بوجود حياة أخرى لا يعدو أن يكون سرابًا خادعًا من شأنه أن يصرف أنظار الناس عما هو أهم منها، وهو المجتمع في

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست