نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 52
وكنت أردد ما قال ماكلوسكي: (يعتبر الشر
مشكلة للمؤمن من جهة أن هناك تناقضًا بين حقيقة وجود الشر من جهة والإيمان بكمال
الله، وعدم محدودية قدرته من الجهة الأخرى)
وكنت أردد ما قال ماكي: (مشكلة الشر ـ بالمفهوم
الذي سأستعمله هنا ـ هي مشكلة فقط لمن يؤمن بوجود إله مطلق القدرة ومطلق الخيرية،
وهي مشكلة منطقية في التوفيق بين عدد من الاعتقادات، وليست مشكلة علمية يمكن حلها
بالمزيد من الملاحظة العلمية أو مشكلة عملية يمكن حلها بقرار أو إجراء عملي)
سكت قليلا، ثم قال: أتذكر حينها أني طرحت
هذا الإشكال على بعض أهل قريتي من البسطاء قصد تشكيكه في معتقداته، وقد ذكرته له
بطريقة لبقة ذكية حتى لا يسبب لي أي مشكلة.. فقال لي: إن وقوع الشر في العالم لا
يناقض رحمة الله، ولا يعارض اتصافه بصفات الخير، نظرًا لكون هذا الشر سبيلٌ إلى
خيرٍ أكبر وأعظم؛ فارتكاب الذنب سبيلٌ إلى التوبة، والبلاء سبيلٌ إلى الصبر
والصمود والتحمل، والقتل والشهادة في سبيل الله سبيلٌ إلى أعلى الدرجات في الجنة .
قلت له حينها: ما دام الله قادرا على
إيصال هذا الخير دون وقوع الشر، فلم يفعل ذلك؟
فأجابني ببداهة: هذا غير ممكن، فلا يتصور
عقلاً وجود صفات الصبر والصمود وتحدي الصعاب ـ وهي من معاني الخير ـ دون وقوع البلاء
.. وكذلك لا يتصور حدوث التوبة دون ذنب، فقد ربط الله تعالى الأسباب بمسبباتها .. وجعل
الأسباب محل حكمته،
[1] سنرى التفاصيل الكثيرة
المرتبطة بالرد على هذه الشبهة في سائر أجزاء السلسلة.
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 52