نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 60
وكان أول ما لقنني قومي هو تحطيم كل
الرموز والمقدسات التي أمر الله أن تعزر وتوقر وتحترم.. ابتداء من رسل الله،
وانتهاء بأوليائه.. لقد أشاع قومي أن التعلق بهؤلاء والتمسك بهم والعشق لهم ليس
سوى شرك مغلف.. ولهذا رحت أصب جام غضبي على الصوفية والشيعة وعامة المسلمين الذين
امتلأت قلوبهم محبة لأولياء الله ورسله.. وفاحت تلك المحبة بكل تلك الألوان من
السلوكات التي لم أفهمها، ولم يفهمها قومي، فراحوا يحاربونها ويكفرون أصحابها.
لقد حصل لنا ما حصل لإبليس عندما رفض
السجود لآدم .. فوقع في كل ألوان الضلالة، وصبت عليه جميع ألوان اللعنات.
لم تكن عقولنا الصلبة لتفقه سر تلك
المحبة التي تفوح من قلوب الصوفية أو الشيعة أو العوام لرسل الله وأليائه، كنا
نتصورها شركا، بينما لم تكن سوى التوحيد المقدس.. لأن محبة الرسل والأولياء ليست
سوى فيض من محبة الله.. فمن أحب أولياء الله، لا شك أنه يحب الله.
ولم تكن عقولنا لتفقه أن في كل إنسان
نزوعا لحب الأبطال، لاتخاذهم مثلا عليا، يقتدى بها، ويهتدى بهديها، لأنه لا يكفي
الهدي النظري دون أن تكون هناك معالم عملية يتخذها الناس منارات هدى يهتدون بها.
لم نكن نفقه أن الأولياء الذين يعشقهم
الناس لم يكونوا سوى منارات هدى.. بل تصورناهم بجهلنا أصناما رحنا نحطمها، فحصل
لنا من الكبرياء والغرور ما حصل لإبليس..
لقد عبرت عن ذلك في بعض قصائدي التي أمجد
فيها نفسي، فقلت:
ولو
أن ماعندي من العلم والفضل يقسم في الآفاق أغنى عن الرسل!
هذه هي صورة الرسل عندي، وهي صورة باهتة
ضعيفة.. حرص قومي على أن يلقنوني إياها حتى يحموني من الشرك الأكبر.. فوقعت في
الإلحاد.
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 60