نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 77
عشرين عاماً.
قلت: فما النتيجة التي خلصت إليها؟
قال: لقد قمت أولاً بدراسة القرآن
الكريم، وذلك دون أي فكر مسبق وبموضوعية تامة، باحثاً عن درجة اتفاق نص القرآن
ومعطيات العلم الحديث، وكنت أعرف قبل هذه الدراسة، وعن طريق الترجمات، أن القرآن
يذكر أنواعاً كثيرة من الظواهر الطبيعية، ولكن معرفتي كانت وجيزة، وبفضل الدراسة
الواعية للنص العربي استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد الانتهاء منها أن القرآن لا
يحتوي على أي مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث، وبالموضوعية
نفسها قمت بالفحص نفسه على العهد القديم والأناجيل.
أما بالنسبة للعهد القديم فلم تكن
هناك حاجة للذهاب إلى أبعد من الكتاب الأول، أي سفر التكوين، فقد وجدت مقولات لا
يمكن التوفيق بينها وبين أكثر معطيات العلم رسوخاً في عصرنا، وأما بالنسبة
للأناجيل فإننا نجد نص (إنجيل متى) يناقض بشكل جلي (إنجيل لوقا)، وأن هذا الأخير
يقدم لنا صراحةً أمراً لا يتفق مع المعارف الحديثة)[1]
قلت حينها لنفسي: (لو كان كاتب
القرآن إنساناً، كيف استطاع في القرن السابع الميلادي أن يكتب ما اتضح أنه يتفق مع
المعارف العلمية الحديثة، في الخلق وعلم الفلك، وعلوم الأرض والحيوان والنبات،
والتناسل الإنساني التي تعكس التوراة أخطاء علمية ضخمة بشأنها؟ ليس هناك أي مجال
للشك، فنص القرآن الذي نملك اليوم هو فعلاً النصّ الأوّل نفسه، ما التعليل الإنساني
الذي يمكن أن نعطيه لتلك الملاحظة؟ في رأيي ليس هناك أي تعليل، إذ ليس هناك سبب
خاص يدعو للاعتقاد بأن أحد سكان شبه الجزيرة العربية