responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 109

فقد قدم هذا الفيلسوف في كتابه الموسوم بـ [بروسلجيون]، نفسه على أنه الساعي لـ (إيجاد حجة دامغة لا بد أن تكفي – وحدها – في البرهنة على أن الله موجود حقا، وأنه الخير الأسمى، وأنه غني عن العالمين، وأن جميع الخلق يحتاجون إليه في وجودهم وفي سعادتهم، وفي البرهنة على كل ما نعتقده في الجوهر الإلهي)[1]

وبناء على ذلك خاطب أنسليم نفوس كل أولئك المتشككين أو المترددين أو الملاحدة، بأساليب مختلفة، ولغات متعددة، لينال كل واحد منهم حظه من المعرفة، بحسب طبيعته ومرتبته وتجرده..

ومن خطاباته التي لا أزال أذكرها قوله لهم: عودوا إلى أنفسكم.. وفي ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات: 21].. وسترون أن اسم الله مكتوب على صحائفها، وفي صفحاتها.. ذلك أنه حتى الأحمق لا يتصور في ذهنه أن هناك موجود أعظم من الله.. فما لا نستطيع أن نتصور أعظم منه في الذهن هو كذلك في الواقع وإلا لزم الدور في تصور عظمة سواه.. وذلك أن رسوخية ثبوت وجود الله وصلت حد عدم الاستطاعة على تصور عدم وجوده.

وكان يقول لهم: إنكم مهما تصورتم ـ أيها الناس ـ من كائن ممكن الوجود على أنه أكبر شيء، فسوف تجدون بأنه ليس ذلك الكائن الأكبر، لأنه ليس بوجود حقيقي.. ولهذا السبب يجب على الكائن ذي الكمال المطلق أن يحتوي في وجوده، إلى جانب الكمالات الأخرى، الوجود الواقعي الكامل.. فالوجود الحقيقي هو المكون الماهوي لهذا الكائن اللامتناهي، بخلاف باقي الموجودات الممكنة والتي لا تمتلك هكذا ماهية.

وكان يقول لهم: إذا كان الله إلها، فإن الله موجود فالوجود الإلهي كفيل للقول بوجود


[1] نماذج من الفلسفة المسيحية في العصر الوسيط: أوغسطين – أنسيلم – توما الأكويني، حسن حنفي ، ص 137.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست