responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 11

قال ذلك، ثم انصرف عني، وهو يصفر ويرقص كالمجانين.. حينها لم أجد من فرط اكتئابي إلا أن أسير خارج قريتي لأستلقي على عشب بعض المروج، أتأمل السماء والجمال المودع فيها، وأتعجب من تلك العقول التي تغفل عن كل هذه الصنعة الإلهية، والعناية الربانية، لترتع في مستنقعات الشياطين.

حينها جاءني معلمي الجديد [معلم الإيمان] محاطا بهالة النور التي تغشاه من مفرق رأسه إلى أخمص قدميه، وقال لي: قم لنزور الهاربين من جحيم الإلحاد..

قلت: أتريد أن تعود بي إلى فندق الملاحدة.. ذلك الفندق الذي امتلأت فيه بالمرارة والألم؟

قال: لا.. ستزور اليوم جنات الهاربين من جحيم الإلحاد.. أولئك الذين أعملوا عقولهم، وطهروا نفوسهم، فاستعدوا لنيل فضل الله بالهداية التي أخرجتهم من ظلمات الضلالة إلى نور الإيمان.. ومن جحيم الجحود إلى نعيم العرفان.

قلت: لا تذكرني بالجاحدين المارقين.. فقد رأيت اليوم أحدهم، وكاد قلبي ينفطر لمرآه، وكادت يدي تمتد لرقبته، فتخنقها.. ليتك سمعت ما قال.

قال: ما أكثر من قال ما قال.. لكنه عاد إلى وعيه، وعادت إليه فطرته، وفر من جحيم الملاحدة لتستقبله جنان فضل الله.. فالله كريم غفور شكور..

قلت: لكنك لم تسمع ما قال.. ولو سمعته لما رددت علي هذا.

قال: ربما لم أسمعه، ولكني سمعت السحرة حين دخلوا على فرعون قائلين: ﴿بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ﴾ [الشعراء: 44].. ولم يخرجوا من عنده إلا وهم يقولون: ﴿آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ﴾ [الشعراء: 47، 48]

قلت: ربما كان لأولئك السحرة بعض العقل الذي جعلهم يرددون ذلك.

قال: لا تحجر هداية الله وفضله العظيم.. وسلم لربك، ولا تقترح عليه.. وإن كان

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست