responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 119

الحقيقة الأولى تتمثل في أنه شيء ناقص ومعتمد على غيره ومفتقر إليه.. والحقيقة الثانية أن هذا الموجود الذي يعتمد عليه يملك بالفعل – وإلى ما لا نهاية – كل الكمال.. وبذلك يكون افتقاره المطلق هو دليله إلى الغني المطلق.

لقد أشارت إلى ذلك تلك الكلمات الخاتمة المقدسة التي أنزلها الله على عباده، والتي يقول فيها: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [فاطر: 15]

وقد عبر عن هذا البرهان في محل آخر، فقال: (إني لأتصور هذه المشابهة المتضمنة لفكرة الله بعين الملكة التي أتصور بها نفسي، أي أني حيث أجعل نفسي موضوع تفكيري، لا أتبين فقط أني شيء ناقص، غير تام، ومعتمد على غيري، ودائم النزوع والاشتياق إلى شيء أحن وأعظم مني، بل أعرف أيضاً وفي الوقت نفسه أن الذي اعتمد عليه يملك في ذاته كل هذه الأشياء العظيمة التي أشتاق إليها، والتي أجد في نفس أفكارً عنها، وأنه يملكها لاعلى نحو معين أو بالقوة فحسب، بل يتمتع بها في الواقع وبالفعل وإلى غير نهاية، ومن ثم أعرف أنه هو الله)

وعبر عنه في محل آخر، فقال: ألا ترون معشر المشككين أن نفس الشكوك التي تعتريكم دليل على الله.. ذلك أن الشك ينطوي على النقص.. ولما كان ماهو ناقص لايمكن أن يكون سبباً لما هو كامل بمقتضى مبدأ السبب الكافي الذي يكشفه لنا نور العقل الفطري.. ولما كان ذلك كذلك فمن المحال أن نحصل على فكرة الكمال اللامتناهي من تراكم أفكار أشياء متناهية، لأن المتناهيات لايمكن أن تؤدي إلى لامتناهي، ولهذا، مهما بلغت معرفتي من العظم، فإنها لا تبلغ حداً لامتناهياً بالفعل، لأنها لايمكن أن تصل إلى نقطة لاتكون عندها قابلة للزيادة.

وعبر عنه في محل آخر، فقال: ما دمتم لا تنظرون إلى أنفسكم.. فانظروا إلي أنا جيدا.. انظروا إلى ديكارت.. وسترون أنه موجود غير تام الكمال.. بل ناقص.. وهو ليس

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست