نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 145
الجزئيات كذب
عليهم، وتحريف لكلامهم، بل إنهم يرون أن الله تعالى يعلمها بطريقة سامية لا يمكننا
فهمها، والدليل على ذلك أنهم يرون أن الرؤيا الصادقة تتضمن الإنذارا بالجزئيات
الحادثة في المستقبل، وهي كلها من الجزئيات المتغيرة، مما يعني علمه بها كما يعلم
بالكليات.
وهكذا راح يدافع
عن موقفم من المسائل المختلفة، ولم يكن يعنيني أكثر ما ذكره، بل كل ما ذكره، فقد
كنت مشغولا بالبحث عن الحقيقة التي بذرها في عقلي ذلك المؤمن الذي التقيته، ولذلك
رحت أسأله: دعنا من الفلسفة والفلاسفة، وأخبرني بما هو أهم من ذلك كله.. أخبرني
بالبرهان الذي جعل صاحبك يختار الإيمان على الإلحاد.. وهل هو من البراهين
المنطقية، أم هو من الخطابات العاطفية والمغالطية والجدلية.
قال: يستحيل على
صاحبي أن يختار في هذه المسألة الخطيرة تلك الأنواع الغثة من الخطابات.. فتلك قد
ترتبط بإقناع الجماهير والغوغاء بالمصالح المؤقتة.. أما مسألة وجود الله وكمالاته،
فإنها تحتاج إلى الإثبات بأقوى أنواع البراهين.
قلت: فهل تحفظ
عن أستاذك شيئا في هذا الباب؟
قال: أجل.. وكيف
لا أحفظ.. ولم يكن هناك مجلس، ولا مناسبة إلا حدثنا عنه، ليملأ قلوبنا بالإيمان.
قلت: فاذكر لي
ما كان يقول لكم.
قال: لا يمكن
ذلك.. فمجالسه في ذلك لا تعد ولا تحصى.
قلت: فأخبرني عن
مجامعه.
قال: لقد كان
أستاذي الحكيم ابن رشد يعلم كل أنواع البراهين التي أثرت عن الفلاسفة من أمثال
برهان الحركة والعلية والتطبيق وغيرها كثير.. ولكنه كان يؤثر ما يسميه برهان
العناية على غيرها من البراهين: لوضوحه أولا.. ولتناسبه مع ما ورد في كلمات الله
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 145