نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 162
الآخرين والتفاعل الجيد والسليم مع
المواقف المختلفة.. بخلاف الأطفال الذين كانوا يتعاطون الرضاعة الصناعية الذين كانوا
أقل ذكاء، وأكثر توترا، وأقل تعاونا مع الآخرين.. وكانوا يعانون من بعض الأمراض
النفسية مثل الحركة الزائدة، أو التخلف في بعض منهم والتردد والإصابة بالنزعات
العصبية والأزمات وكذلك الأنانية والتمركز حول الذات والعنف والاندفاعية.
ووجدت بالإضافة إلى ذلك كله أن في الرضاعة
الطبيعية فوائد اقتصادية كبيرة، لا على الأسرة وحدها بل على المجتمع أيضا، ولهذا رأيت
حرص الشركات الكبرى الممونة للرضاعة الصناعية على إشهار منتوجاتها تحت عناوين مختلفة.
وقد قرأت حينها مقالا لأحدهم يذكر فيه
هذه الناحية الخطيرة التي جلبتها الحضارة الحديثة للإنسانية، يقول فيه: (يعتبر
مسحوق اللبن الصناعي صنفا محببا من أصناف الغذاء الذي تقدمه الدول الغنية إلى
الدول التي تعاني من كوارث ومجاعات، ولكن المعارضة على هذه المعونات تتزايد لأنها
تعيق استمرار الرضاعة الطبيعية التي تعتبر أفضل وسيلة لحماية الطفل، فاستخدام
قارورة الرضاعة مرة واحدة قد يجعل الطفل يعاف الرضاعة من الثدي مرة أخرى، كما
تتعرض هذه المساحيق بسهولة إلى التلوث أثناء تحضيرها نتيجة لتدني مستويات النظافة
في المناطق المنكوبة، وهذا كله يعرض الأطفال في تلك المجتمعات الفقيرة للخطر،
ويهدد بانتشار أوبئة الإسهال والنزلات الشعبية والرئوية القاتلة.. وعلى الرغم من
توصيات خبراء التغذية بعدم التوسع في استخدامها، مازالت المجتمعات الدولية تقدم
الألبان الصناعية كمعونات، وتعتبر منظمة الصليب الأحمر أكبر المنظمات التي توزع
الألبان الصناعية في العالم، وأحد الأسباب الهامة وراء انخفاض معدلات الرضاعة
الطبيعية
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 162