نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 178
من توزع الشعر،
ورقة الجلد، ونعومة الصوت، وضعف العضلات.. وغيرها.
ولا تكتفي هذه
المادة العجيبة بكل تلك التحولات، بل إنها تمعن في الغرابة حين تتحول إلى منتج
جديد تماما هو [فيتامين د] الذي يلعب دوراً مهماً في امتصاص الكلس من الأمعاء،
وترسيبه على العظام، وبناء العظام وتمتينها حتى يتسنى للإنسان أن يعتمد على هذا
الهيكل.. وكل ذلك بسبب تغيير جديد بسيط في هذا المركب ينسجم مع حاجة الجسم..
ولا تكتفي بذلك،
بل إنها تتحول إلى حموض صفراوية تفرز من الكبد، لتسهل امتصاص الأغذية من الأمعاء،
وتقلب الخمائر في الأمعاء من شكل خامل هادىء إلى شكل فعال نشيط.
ولا تكتفي بذلك،
بل إنها تتحول إلى أهم هورمونات قشر الكظر الذي يحبس الملح والماء في الجسم.. وتتحول
إلى مركب يشد عضلات القلب ويقويها.
وهكذا رأيته
يتحول من مادة دسمة.. إلى هورمون.. إلى فيتامين.. إلى حمض صفراوي.. إلى مادة تقوي
القلب.. وكل هذه التحولات جعلتني أمتلأ بالعجب.. فكيف لهذه المادة أن تفعل كل هذه
الأفعال وتتحول كل هذه التحولات.. وتحت إدارة من؟.. تحت إدارة الطبيعة التي كنت
أؤمن بها في ذلك الحين.. وكيف تفعل الطبيعة ذلك؟.. وهي مجرد قوانين لا مقنن لها..
وأعمى لا قائد له.
***
كانت تلك المادة
هي أول مرحلة لي في البحث عن الله.. وقد جعلتني أتأمل الكثير من الظواهر الموجودة
في جسم الإنسان أو جسم الكون جميعا، فوجدت أنها جميعا تتفق مع تلك المادة في تلك
التحولات والتطورات المنظمة والهادفة والغريبة.
وكان من أغرب ما
رأيته.. والذي يستحيل تفسيره تفسيرا ماديا مهما أوتينا من قوة
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 178