responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 183

سأحكي لكم عن بعض التجارب التي أجريناها عليه.. منها ـ مثلا ـ أننا ـ وفي بداية بحثنا عن أدواته الإدراكية ـ تركناه في غرفة مظلمة تماماً، ووضعنا ذبابة في إحدى زوايا الغرفة كفريسة له.. وضعنا كاميرا ليلية لمراقبة الوضع.. وما إن بدأت الذبابة بالطيران حتى تحرك الخفاش بغاية الخفة نحوها، وانقض عليها.. فاستنتجنا من هذا أن الخفاش يتمتع بحاسة إدراك حادة جداً حتى في الظلام الحالك.

لكنا رحنا نتساءل: هل حاسة الإدراك هذه لها علاقة بحاسة السمع؟ أم أن هذا المخلوق يرى في الظلام؟.. للإجابة على ذلك قمنا بتجربة أخرى، فوضعنا يُسروعين في زاوية من زوايا الغرفة نفسها وغطيناهما بصحيفة، وعندما أطلق الخفاش لم يُضِعْ وقتاً في رفع الصحيفة والتهام اليُسروعين.. فأدركنا أن مهارة الخفاش لا علاقة لها بحاسة الرؤيا.

ثم رحنا نقوم بتجربة جديدة في دهليز طويل، حيث وُضِعَ خفاش في إحدى الزوايا ومجموعة من الفراش في الزاوية الأخرى. وضعت حواجز متعامدة مع الجدران الجانبية، يحتوي كل منها على ثقب كبير بما يكفي لمرور الخفاش منه، ولكن هذه الثقوب لم تكن متعاقبة، بل كانت موجودة في كل حاجز بمكان يختلف عن الآخر، أي أنه يتوجب على الخفاش أن يسلك طريقاً متعرجاً ليجتازها.. وبدأنا المراقبة.. فرأينا أنه بمجرد تحريرنا للخفاش في هذا الدهليز الغارق في الظلام حتى وصل إلى الحاجز الأول، ثم تمكن من اجتياز الثقب بسهولة.. وهكذا لم يتمكن الخفاش من تحديد الحاجز فحسب، بل من تحديد مكان الثقوب أيضاً، وبعدما اجتاز الثقب الأخير كان الخفاش قد ملأ معدته بصيده الثمين.

لقد صعقنا لما شاهدناه.. لكنا رحنا نجري تجارب أخرى أكثر طرافة، منها أننا جهزنا نفقا طويلا مظلم بأسلاك فولاذية يبلغ قطر كل منها 0,6ملم تتدلى بشكل عشوائي من السقف.. وقد رأينا الخفاش يتابع رحلته دون أن يلمس أياً من هذه العوائق على الرغم من ضآلتها.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست