responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 192

في ذلك الحين تسنى لي أن أزور بلدة من بلاد المسلمين دعيت إلى بعض جامعاتها كأستاذ زائر، وهناك سئلت أسئلة كثيرة حرجة، حاولت أن أتملص منها قدر الإمكان، لكن نفسي لم تتملص منها، بل بقيت تلح علي بها إلى أن هداني الله بسببها إلى الإيمان.

لقد قال لي أحدهم، وكان يبدو شابا متدينا: لقد ورد في كتابنا المقدس هذه الآية الكريمة: ﴿هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ﴾ [لقمان: 11]، ونحن نريد منك توضيحها لنا بحسب اختصاصك.

حينها ابتسمت، وقلت مخاطبا سائر الطلبة: أظن أن زميلكم لم يعرف من أكون، فتصورني رجل دين.. أنا لست كذلك يا بني.. أنا عالم ومخترع.. وفوق ذلك أنا لا أؤمن بكل الأديان.. بل لا أؤمن بالله أصلا.. حيث أني وجدت في المادة والطبيعة ما يفسر لي الكون والحياة.

قلت ذلك كما تعودت أن أقوله مراغما به حقيقتي التي كانت تخالفني أي مخالفة، بل تقف في وجهي بكل قوة..

لكن ذلك الشاب، ومع تلك الشدة التي واجهته بها، رد علي بأدب: أنا لا شأن لي بمعتقداتك.. فذلك شيء خاص بك.. ولكني أردت فقط أن أعلم علاقة تصميماتك واختراعاتك التي نجلها ونقدرها كما نجلك ونقدرك بهذه التصميمات التي نراها نحن تصميات إلهية، وتراها أنت تصميمات طبيعية مادية لا علاقة لها بإله.

قلت، وقد أثر في أدبه وأخلاقه: أما إن قلت هذا.. فأقول لك الحقيقة بكل تواضع.. إن كل ما نقوم به نحن المخترعين ليس سوى تقليد للنماذج الموجودة في الطبيعة.. كل ما تراه من اختراعات ليس سوى مجرد تقليد يحاول أن يرقى إلى ما في الطبيعة من كمالات، ولكنه لا يستطيع، فيكتفي بما قدر عليه.

قال أحد الحاضرين: كيف ذلك؟

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست