نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 194
من اللون
الأزرق الثلجي إلى الأحمر الداكن.. وبسبب هذه البنية يتميز هذا المخلوق بقدرة
عجيبة على المناورات.. وبغض النظر عن السرعة أو الاتجاه الذي يتحرك وفقه، يمكن
لهذه الحشرة أن تتوقف فجأة، ثم تشرع بالطيران في الاتجاه المعاكس.. كما يمكنها
فضلاً عن ذلك أن تبقى معلقة في الهواء بغرض الصيد في هذا الوضع، ولتستطيع أن تتحرك
بمرونة نحو فريستها، كذلك يمكنها أن تزيد من سرعتها التي تعتبر غير عادية بالنسبة
لحشرة 40 كم في الساعة.. وعندما يصطدم اليعسوب مع هذه السرعة بالفريسة تكون صدمة
المفاجئة شديدة الوقع.. وبسبب أسلحة اليعسوب التي تتميز بمرونة فائقة ومقاومة
شديدة فإن البنية المرنة لجسمه تمتص صدمة الارتطام، وهذا بالطبع ما لا يحدث
للفريسة التي ما تلبث أن تقع مُغمى عليها أو حتى ميتة من شدة الصدمة.
وبعد الاصطدام
تأخذ ساقا اليعسوب دورها كأكثر أسلحته فتكاً، حيث تمتد الساقان إلى الأمام للإمساك
بالفريسة المصدومة التي لا تلبث أن تصبح رهينة الفكين القويين ليتوليا تمزيقها.
أما عيناه
فتعتبران أفضل نموذج لعيون الحشرات، حيث يحمل اليعسوب عينين تحتوي كل منها على
ثلاثين ألف عدسة مختلفة، وتزود هاتان العينان الشبه كرويتين ـ والتي يبلغ حجم كل
منهما نصف حجم الرأس تقريباً ـ الحشرة بمجال رؤيا واسع جداً.. وبفضلهما يمكن أن
يبقى اليعسوب على اطلاع بما يجري وراء ظهره.
وهكذا يبدو
اليعسوب مجموعة من الأنظمة، كل منها يحتوي على بنية فريدة ومثالية، إلا أن أي تشوه
قد يطرأ على أيً من هذه الأنظمة يعطل عمل النظام الآخر، ومع ذلك فقد صممت كل هذه
الأنظمة دون أي صدع أو شرخ، وهكذا أمكن لهذه الحشرة أن تستمر في دورتها الحيوية؟
بعد أن أنهيت
هذه الأمثلة وغيرها، قام شاب آخر، وقال: والذبابة.. ألم تلهمكم هي
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 194