نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 22
فيه أن فكرة العلية قائمة على أسس ثلاثة: هي الاتصال [1]، والأسبقية [2]، والارتباط الضروري.. ثم رحت أفند السبية فيهما
جميعا.
لقد عبرت عن مقولتي في نفي الارتباط الضروري بقولي: (رؤية أي
شيئين أو فعلين، مهما تكن العلاقة بينهما، لا يمكن أن تعطينا أ ي فكرة عن قوة، أو
ارتباط بينهما، وأن هذه الفكرة تنشأ عن تكرار وجودهما معا، وأن التكرار لا يكشف
ولا يحدث أي شيء في الموضوعات، وإنما يؤثر فقط في العقل بذلك الانتقال المعتاد
الذي يحدثه، وأن هذه الانتقال المعتاد من العلة إلى المعلول هو: القوة والضرورة)
وقلت: (ليست لدينا أية فكرة عن العلة والمعلول غير فكرة عن
أشياء كانت مرتبطة دائما، وفي جميع الأحوال الماضية بدت غير منفصلة بعضها عن بعض، وليس
في وسعنا النفوذ إلى سبب هذا الارتباط.. وإنما نحن نلاحظ هذه الواقعة فقط، ونجد
أنه تبعا لهذا الارتباط المستمر فإن الأشياء تتحد بالضرورة في الخيال، فإذا حضر
انطباع الواحد كوَّنا نحن في الحال فكرة زميله المرتبط به في العادة)[3]
التفت القاضي إلى المتهم، وقال: واصل.. لكن لا تغرق بنا في
بحر الفلسفة العميق.. حدثنا فقط عن آثار أقواله عليك وعلى أصحابك من العمال.
قال المتهم: أجل ـ سيدي ـ فهدفي من كل ذلك الحديث هو الوصول
إلى هذه النقطة
[1] يقصد بالاتصال أن الأسباب والمسببات متصلة
ببعضها، وأن الشيء لا يمكن أن يحصل في زمان أو مكان يبْعُد عن زمانه ومكانه
بالفعل.
[2] لا يرى هيوم ضرورة أن تكون العلة ـ بحسب
الظاهر ـ سابقة على معلولها، بل يراها أمرا يحتمل (الجدل )، ومع تسليمه أن التجربة
في معظم الأحيان تنتصر لأسبقية العلة على المعلول، لكن مبدأ الأسبقية يبقى ـ عنده
ـ دائما غير قابل للتدليل بنوع من الاستنتاج أو البرهان !.
[3] انظر:
تحقيق في الذهن البشري لهيوم، ترجمة د محمد محجوب، 116 ـ 117، و 126 وهيوم لزكي
نجيب محمود 148.
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 22