نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 237
وهذا التدبير
يشمل جميع الأشياء، حتى ما نتوهمه مظاهر طبيعية، ناتجة عن أسبابها الفلكية الحسية،
قال تعالى:﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي
اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً
ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ
مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ﴾ (فاطر:13)
فالله تعالى هو
الذي يمدنا بضوء النهار وسكينة الليل، لا حركات الأرض، قال تعالى:﴿
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ
وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ
وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ
تَفْصِيلاً﴾ (الاسراء:12)
والله هو الذي
يقلب الليل والنهار، لا ما نتوهمه من أسباب، قال تعالى:﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ
اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي
الْأَبْصَارِ﴾ (النور:44)، وقال تعالى:﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ
لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ
نُشُوراً﴾ (الفرقان:47)، وقال تعالى:﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ
اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ
شُكُوراً﴾ (الفرقان:62)
قال رجل من
الحاضرين: ألا ترى أن ما تذكره من تدبير الله للكون يتنافى مع ما يذهب إليه العلم
من أنواع التفسيرات لكل ما يحدث؟
قال الشيخ: معاذ
الله أن أقول ذلك.. أو يقول القرآن الكريم ذلك.. فليس هناك أي تناقض بين ما ذكرتُ
وما ذكرتَ، فلا علمنا بتدبير الله ينفي الأسباب التي وضعها الله، ولا الأسباب تنفي
تدبير الله، فالأشياء وأسبابها جميعا خلق من خلق الله، ولهذا ورد التعبير القرآني
عن تعاقب الليل والنهار بصيغة التقليب، قال تعالى:﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ
اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي
الْأَبْصَارِ﴾ (النور:44)
وبمثل ذلك يتحدث
القرآن الكريم عن جميع المظاهر التي ينسبها الجاحدون والغافلون للطبيعة، فالرياح
لا تهب، وإنما ترسل، قال تعالى:﴿ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ
بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً
سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 237