نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 291
برهان الحياة:
بعد أن أنهى
الرجل الأول حديثه، قام آخر، وقال: بعد أن حدثكم صديقي وأخي عن [برهان الكون]،
وكيف خرج به من ظلمات الجهل والغواية إلى نور الإيمان والهداية.. فاسمعوا حديثي عن
برهان من براهين الآيات الباهرة، أطلقت عليه اسم [برهان الحياة].. وهو برهان يدل
على الله من كل الوجوه، وبكل المقدمات، وبجميع اللغات..
وأحب أن أصرح
لكم بأني لم أصل إلى هذا البرهان إلا بعد عناء شديد، فقد شكلت المدارس ووسائل
الإعلام والمنابر الثقافية عقلي تشكيلا جديدا مخالفا للفطرة، بحيث أصبح لا يسمح
بمرور الحقائق الإيمانية، حتى لو كانت في قمة العقلانية والعلمية.
ولهذا كان من
العصي علي تقبل كل أولئك الذين أرسلهم الله لي لهدايتي وتقويم عقلي، ولكن الله
تداركني في الأخير، فوفر لي من
الزلازل ما أعاد لعقلي وعيه وفطرته وطهارته.. وقد كان ذلك مقدمة للإيمان.. فلا
يمكن للإيمان أن يحل في عقل مشوش، ولا في قلب مدنس بدنس الأهواء.
في بداية أمري[1] كنت أعتقد أن يد العلم والمعرفة قد أزالت
جميع الحجب عن عالم المجهولات للبشرية، ولم تدع بقعة ظلماء في عالم الكون إلاّ
أضاءتها بنور العلم.
ولهذا رحت أصرخ مخاطبا جميع المؤمنين:
ما حاجتكم لله بعد أن اكتُشفت الخفايا المكنونة في الطبيعة، وما وراء الطبيعة..
إنّنا كنا نحتاج إلى الله عندما كنّا نجهل العلل والحوادث، أمّا اليوم، وبفضل
العلم وتقدّمه، فقد اكتشفنا تلك العلل، واطلعنا عليها سواء ما كان منها في السماء،
أو ما كان في الأرض.
وكنت أضرب المثل لهم بالعوامل الذي كانت
تسبّب الأمراض.. والعوامل المسببة
[1] انظر: مصدر الوجود بين العلم والفلسفة:
الشيخ جعفر السبحاني..
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 291