responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 337

تمت، وكيف خرجت من سجون الملاحدة وجحيمهم، لتنال فضل الله بالدخول إلى روضات جنات المؤمنين؟

قال: لقد كان أول ما دعاني إلى الله هو ذلك التفكر والتأمل في خلق الله ابتداء من أصغر ذراته إلى أكبر أجرامه.. ومن أبسط أشكاله إلى أعقد مظاهره..

وقد كان مظهر الهداية، وتواصل الله مع كائناته، هو دليلي الأول إلى الله.. فقد كنت أقول في نفسي: إن كان الله موجودا، فيستحل ألا يتواصل مع خلقه، بأي طريقة من طرق التواصل.. ولابد أن تكون له لغته الخاصة في تواصله بهم.. لأنه يستحيل أن يكون الإله من جنس مخلوقاته، ولذلك فإن تواصله معهم يستحيل أن يكون من جنس تواصل مخلوقاته بعضها ببعض.

وقد عرفت بعد ذلك، بعد أن من الله علي بالهداية التامة أن القرآن الكريم ذكر هذا الدليل على لسان موسى عليه السلام حين سأله فرعون، فقال: ﴿ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَامُوسَى ﴾ [طه: 49]، فقال له موسى عليه السلام: ﴿رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ [طه: 50]

فالله لم يكتف بخلق خلقه، ولا العناية بهم.. بل يتواصل معهم كل حين لهدايتهم ودلالتهم على مصالحهم في كل جزئية منها أو كلية.

ودل على هذا النوع من البراهين كذلك قوله تعالى: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل: 68، 69]، فهاتان الآيتان الكريمتان تشيران إلى أن ما نراه من عجائب النحل ليس بسبب الغريزة كما يصور قومنا، وإنما هي هداية إلهية خاصة، لا نعرف سرها ولا كنهها ولا كيفيتها.. ولكنا نرى بكل دقة آثارها التي تدل عليها.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست