نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 352
سار بي قليلا في أرجاء المكتبة، ثم أشار
إلى بعض الكتب، وقال: في هذه الكتب نرى براهين ذكرها فلاسفة عقليون مثل ديكارت،
وليبنتس، وباسكال.. فديكارت يستنتج وجود الله من الإدراك الواضح لتصوّر الله أو
مفهوم الله.. وليبنتس يستنتج وجود الله من التبيان الذاتي لوجود الله (الاعتماد
على مبدأ الجهة الكافية).. أما باسكال الذي هاجم براهين إثبات الله وشدّد على
أهمية الإيمان، فأطلق نظريته المعروفة [المراهنة] على حدّ تعبير كابلستون، مقدماً
دليلاً لإثبات وجود الله، فحواه أن وجود الله ينطوي علي احتمال أكبر قدر من
المنفعة وأقل قدر من الضرر؛ وهكذا قدّم هذا الفريق من الفلاسفة والمتكلّمين براهين
جديدة مؤسّسين للاهوت جديد.
سار بي قليلا في أرجاء المكتبة، ثم أشار
إلى بعض الكتب، وقال: في هذه الكتب نرى براهين ذكرها فلاسفة وأدباء وعلماء ممن أُطلق
على تصوّراتهم حول الإله اسم [اللاهوت الطبيعي]، وقد سجلوا حضورهم على صعد شتى منذ
عصر النهضة، بل حتى قبل ذلك، إلى نهايات القرن الثامن عشر وبواكير التاسع عشر..
وكان من ألمعهم فولتيير، ومونتسكيو، وغاليلو، ونيوتن، وروبرت بويل، وجون راي،
ووليام بالي.. والفكرة الرئيسة لدى هؤلاء الطبيعيين هنا هي أن بالمقدور معرفة الله
وحكمته عن طريق النظر الدقيق في الطبيعة، ولا حاجة بنا من أجل ذلك إلى اللاهوت
الوحياني.
وبالطبع لم يكن هؤلاء يشكّلون جماعةً
منتظمة ذات معتقدات متماثلة متشابهة، إنما يمكن رصد أشخاص من بينهم ـ نظير نيوتن ـ
لم يتزحزح إيمانهم بالله والمسيح كما ترويه الأناجيل، لكنهم سعوا إلى تكريس دعائم
المسيحية علمياً.
كما نجد منهم شخصيات هاجمت اللاهوت
الوحياني وأنكرت عليه، وقد ركّز الطبيعيّون جميعهم على برهان النظم وإتقان الصنع..
وانبرى نيوتن في كتاب [البصريات] للدفاع علمياً عن صفة النظام في العالم ودلالتها
على حكمة الخالق.. وأطلَّ جون راي (عالم
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 352