نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 384
لكني وجدت التاريخ أعجز من أن يعرفني بهم.. لقد وجدت
أن الكثير منهم لا يعرف الناس مِن شؤون حياتهم وحقائق أحوالهم إلَّا أسماءهم، وهم
لا يحظون في كتب التاريخ بمكانة؛ وإنما تُعَدّ سيرتهم مِن علم الأساطير وخرافات
الوثنية..
تركت الهند لأذهب إلى فارس حيث صادفت زرادشت ـ صاحب
الديانة المجوسية ـ ووجدته مُعَظَّمًا عند كثير من أتباعه.. وبحثت في التاريخ عنه
وعن تفاصيل حياته.. لكن التاريخ لم ينبئني من نبئه ما يرضي غليلي.. بل إن التاريخ
لم يكشف الحجاب عن وجوده الحقيقي بعد.. فهو لا يزال سرًّا غامضًا مِن أسرار
التاريخ، حتى شك بعض المؤرخين من الأمريكين والأوروبيين في نفس وجوده!
وعذري الذي جعلني أنفر من كل ذلك هو أني وصلت إلى
قناعة لا يزعزعها الشك بأن الإنسان الذي يختاره الله لهذه الوظيفة العظيمة سيكون
محفوظا في وجه كل الأعاصير.. حتى تبقى سيرته وذكراه منارة يهتدي بها الجميع.
بعد أن يئست من زرادشت سرت نحو بوذا.. وقد وجدت أن
البوذية أقدم الأديان، وأوسعها نطاقًا، وأكثرها انتشارًا في سالف الأيام، فقد كان
لها سلطان علَى الهند والصين وآسيا الوسطي وأفغانستان وتركستان، ولا تزال إلَى
الآن في سيام والصين واليابان وتبت.. وغيرها من دول العالم.
وقد دعاني ذلك إلى البحث عن بوذا.. وكان أول سؤال
سألته: هل يُقيم التاريخ وزنًا لوجود بوذا؟ وهل يَقْدِر مؤرخ علَى أن يعرض للناس
صورة حقيقية لتاريخه؟ وهل يستطيع كاتب أن يصف ظروفه وأحواله الَّتِي كان عليها في
حياته وصفًا كاملًا لا يغادر شيئًا ـ من تحديد زمن ميلاده، ووطنه، وأصول دينه كما
دعا هو إليه، ومبادئ دعوته وأهدافها ـ؟
وبحثت في بطون التاريخ، وفي بطون الكتب المقدسة
للبوذيين عن جواب علمي لهذا السؤال.. فوجدت أن الجواب عن كل ذلك محجوب عن علم
الناس بظلمات كثيفة متراكمة، وكل ما أمكن للباحثين أن يعرفوه هو أنهم حاولوا تعيين
زمان وجوده بحوادث راجوات بلاد (مكده)،
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 384