نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 390
قال: لقد كان المنهج الذي تبنيته في هذا هو أن
الحياة التي يبنبغي أن تنقل لنا عن هذا الذي هو واسطة بين الله وعباده يشترط لها
شرطان: الصحة، والتفصيل.
أما الصحة.. فلتفادي الخرافة والأسطورة.. فلا يمكن
للعقل السليم أن يسلم لهما.
وأما التفصيل.. فإن تفاصيل الحياة وعقدها لا يكفي
فيها الإجمال والغموض.
قالو: فحدثنا عن الصحة.
قال: لقد بدأت بحثي فيها.. فأخوف ما يخاف العاقل على
ما يصل إليه من العلم الأسطورة والخرافة والأهواء.. فهي فيروسات خطيرة تحول من
العلم جهلا، ومن المعارف دجلا.
لقد رحت أبحث في المنهج الذي نقل به المسلمون أخبار
نبيهم وأحاديثه وتفاصيل حياته، فوجدت من ذلك ما لم أجده في جميع مناهج العالم..
لقد وقف العالَم كله موقف العجب والاستغراب من الذين
وَقَفُوا حياتهم منذ عصر محمد علَى حفظ أقواله ورواية أحاديثه وكل ما يتعلق
بحياته؛ أدَّوها إلَى من ضَبَطوها بعدهم وكتبوها، وصاروا يُسَمّون (راوة الحديث)
أو (المحدِّثين) و(أصحاب السير)
قام رجل من الجمع، وقال: لا نحسبك كاذبا فيما تقول،
ولا مدعيا فيما تذكر.. فنحن نعلم مدى حرصك على صدق المعلومة.. ونعلم مدى حرص
المسلمين عليها.. ومدى خوفهم من الكذب.. فحدثنا عن الجانب الثاني الذي لا يمكن أن
يتحقق الحفظ إلا بوجوده.
قال: الجانب الثاني هو التفصيل.. فلا يشك أحد في صدق
الكثير من الأحداث التاريخية.. ولا يشك أحد في الكثير من الشخصيات العالمية.. ولكن
المعلومات الواردة عنهم لا تكفي لتجعلهم أسوة لغيرهم.. فالأسوة تقتضي العلم..
والعلم يقتضي التفصيل..
قالوا: فما وجدت؟
قال: لقد تتبعت ما ورد عن كل عظماء العالم ـ بغض
النظر عن صدق ما ورد ـ فلم أجد رجلا اهتم الناس بكل ما في حياته من تفاصيل
كاهتمامهم بمحمد.. حتى لكأنه بيننا لا يزال حيا بكل ما
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 390