نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 393
فيتزود الناس من خلال هذا العظيم جميع المعارف
العلمية والعملية، بل يرونها أمامهم عيانا.
قال رجل من الجمع: عرفنا هذا المنهج.. ونحن نسلم
بصحته.. بل لا نرى أن هناك من يخالفك فيه.. فهل طبقته على العظماء الذين بحثت في
سيرهم.
قال: أجل.. لقد بدأت البحث من جديد.. فتركت كل ما
وصلت إليه من تلك الثروة الضخمة التي دلتني على أن محمدا هو الإنسان الوحيد الذي
حفظ الله كل ما يرتبط به.
لقد قلت لنفسي، أو قال لي عقلي: ربما يكون ما حفظ عن
محمد ابتلاء للإنسان ليسير في طريق النقص والضعف والانحطاط.. وربما يكون الشيطان..
لا الله.. هو الذي حفظ جميع تعاليمه، وجميع ما يرتبط به ليكون مادته التي يتوصل من
خلالها إلى الوسوسة إلى البشر، ورميهم في حظيظ جهنم.
ولذلك بدأت في البحث عن الناحية الثانية.. ناحية
الكمال.. وكأني لم أبحث في الناحية السابقة.. لقد عرفت أن الكمال النظري منحصر في
أربعة أركان لا مناص منها جميعا.
قالوا: فما هي؟
قال: هي الإيمان، والعبادات، والمعاملات، والأخلاق.
قالوا: فما وجه الحصر فيها.
قال: لقد رأيت أنه لا يكمل الدين حتى يشتمل على
أمرين، كلاهما تتوقف عليه حاجات الإنسان المرتبطة بالدين: أمر يتعلق بقلب الإنسان؛
ويُسَمَّى (الإيمان)، وآخر يتعلق بجوارحه وبما يملكه؛ ويُدعَى (العمل)
ورأيت أن العمل ينقسم إلَى ثلاثة أقسام: أولها يتعلق
بالله (وهو العبادة)، والثاني يتعلق بما يتعاطاه الناس بعضهم مع بعض (وهي
المعاملات)، ومعظمها القوانين والأصول، والثالث يتعلق بآداب النفس وآداب المجتمع
(وهي الأخلاق)
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 393