responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 52

وكل ذلك بفضل برهان بسيط واضح أطلق عليه المنافحون عن عرض الحقيقة لقب [برهان التطبيق]، وهو البرهان الذي يدل على استحالة التسلسل[1].

قالوا جميعا: يسرنا ذلك.. فهلم حدثنا بنعمة الله عليك.

قال: أذكر جيدا أنه في ذلك الحين كنت تلميذا وفيا للكثير من الفلاسفة والعلماء الذين أخرجوني من حصون فطرتي المنيعة، وألقوني في صحراء الشكوك والعبثية وكل أنواع الفوضى الفكرية.. وكانت خطتهم التي تسللوا بها إلى حصوني ليس ما مارسه ديفيد هيوم ومن تبعه من الفلاسفة، مثلما حكى لكم صاحبي.. وإنما خطة جديدة كانت أكثر ذكاء وحنكة.. استثمرت مبدأ العلية، واستخدمته في غير موضعه.

وكان أستاذي الأكبر فيها فيلسوف يقال له [اللورد برتراند راسل].. وقد تبعته تبعية طوعية، لا بسبب اقتناعي بطروحاته الفكرية، ولكن بسبب بعض مواقفه الإنسانية، مثل رفضه التجنيد في الحرب العالمية الأولى، ومثل تحريضه المواطنين الإنجليز على العصيان، وقد تحمل السجن نتيجة لذلك، إضافة إلى تأليفه قرابة سبعين كتاباً في الفلسفة والرياضيات والسياسة والأخلاق والاجتماعيات، وقد كانت كتبه حينها ثورة في المنهج التحليلي والمنطقي، ولذلك كرم بجائزة نوبل في الأدب..

وقد كان لتلك الصفات، وذلك التكريم أثره الكبير علي، وعلى الكثير من جيلي.. فقد كنا نتصور أن جائزة نوبل لا تعطى إلا لمن كانت له عصمة عقلية وفكرية تحول بينه وبين الخطأ.


[1] ننبه فقط الذين يشكلون على هذا البرهان ويعترضون عليه بأنه نُظم في الأصل لإبطال حوادث لا أول لها كما نعلم...وليس لإبطال ما لا آخر له، و الفرق بينهما أنّ وجود حوادث لا آخر لها جائز -عقلًا- لأن سبب وجود هذه السلسلة من الحوادث خارج عن ذاتها، و هذا ما لا يمكن أن تقوله في سلسلة الحوادث التي لا أول لها دون أن تقع في تناقض يرفضه العقل السليم..

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست