نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 121
مصائب رهيبة أسوأ من الانفجارات النووية
وحروب الإبادة)
وأنا اليوم وبعد فترة طويلة من الانحدار
في هاوية الإلحاد أعود الآن إلى فطرتي الأصيلة، وأقر بين أيديكم بأني قد تخليت عن
كل تلك الأوهام التي كانت تسيطر علي، وتمنع عيني عن رؤية الحقيقة.. أجمل حقيقة في
الوجود.. وجود الإله العظيم الذي صمم هذا الكون بإبداع ودقة لا نظير لها.
واسمحوا لي بهذه المناسبة أن أذكر لكم بعض
كنت ما ممتلئا بالعجب منه في فترة إلحادي، وكان كل حين يلح علي بأن أدخل جنة
الإيمان، لكن نفسي الأمارة بالسوء كانت تحول بيني وبين ذلك.
كان أكبر ما يملأ عقلي بالعجب تلك القوانين
الرياضية[1] المحكمة الدقيقة التي لا تتخلف أبدا بصورة تدعو إلى الدهشة والإكبار، فحتى المادة الجامدة التي لا تملك شعورا كنت أراها
تتبع قوانين صارمة معلومة.. فالماء
أينما كان على هذه الأرض لن يكون معناه سوى مادة سائلة تحتوى على 11. 1 بالمائة من الهيدروجين، و88. 9 بالمائة من الأوكسجين.. ولذلك يستطيع أي شخص أن يجرى عملية تسخين الماء في
معمله أن يقول بكل قطعية: إن درجة
حرارة غليان الماء هي (100) سنتي جراد، دون أن يرى مقياس الحرارة ما دام ضغط الهواء760م. م.. فإذا كان ضغط الهواء أقل
فسوف نحتاج طاقة أقل لتوفير الحرارة التي تدفع جزئيات الماء..
وتعطيها صورة البخار. وحينئذ سوف تنخفض درجة غليان الماء، وعلى العكس لو كان ضغط الهواء أكثر من 760م. م. فستزداد درجة غليان بمقدار
زيادة ضغط الهواء.
لقد جرب الكثير من الباحثين العملية مرارا
إلى أن تمكنوا من البت في أمر الغليان