نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 126
(تشارلز يوجين جواي) حاول أن يستخرج هذه
المدة عن طريق الرياضيات.. فانتهى في
أبحاثه إلى أن (الإمكان المحض) في وقوع الحادث الاتفاقي الذي من شأنه أن يؤدى إلى
خلق كون، إذا ما توفرت المادة، هو واحد
على 60/10 (أي 10×10 مائة وستين مرة).. وبعبارة أخرى: نضيف مائة وستين
صفرا إلى جانب عشرة.. وهو عدد هائل تتصدع
له العقول.
ألا ترى أن إمكان حدوث الجزيء البروتيني عن
(صدفة) يتطلب مادة يزيد مقدارها بليون مرة عن المادة الموجودة الآن في سائر الكون، حتى يمكن تحريكها وضخها، وأما المدة التي يمكن ظهور نتيجة ناجحة لهذه العملية فهي أكثر من 243/10
سنة.
إن جزيء البروتين يتكون من (سلاسل) طويلة من
الأحماض الأمينية، وأخطر ما في هذه العملية هو الطريقة التي تختلط بها هذه السلاسل
بعضها مع بعض فإنها لو اجتمعت في صورة غير صحيحة تضبح سما قاتلا، بدل أن تصبح موجدة للحياة.
تقدم من زميل آخر له، وقال: وأنت أيضا تعرف
أن البروفيسور ج. ب. ليتز توصل إلى أنه لا يمكن تجميع هذه السلاسل فيما
يقرب من 48/10 صورة وطريقة.. لقد عبر عن ذلك بقوله: (إنه من المستحيل تماما أن تجتمع هذه السلاسل ـ بمحض الصدفة ـ في صورة
مخصوصة من هذه الصور التي لا حصر لها، حتى
يوجد الجزيء البروتيني الذي يحتوى أربعين ألفا من أجزاء العناصر الخمسة التي سبق
ذكرها)
ثم التفت للحضور، وقال: ومع ذلك كله، فإن القول
بالإمكان في قانون الصدفة الرياضي لا يعنى أنه لابد من وقوع الحادث الذي ننتظره، بعد تمام العمليات السابق ذكرها، في تلك المدة السحيقة؛ وإنما معناه أن حدوثه في تلك المدة محتمل لا بالضرورة، فمن الممكن على الجانب الآخر من المسألة ألا يحدث
شيء ما بعد تسلسل العملية إلى الأبد.
تقدم من زميل آخر له، وقال: أنت تعلم ـ صديقي العزيز ـ أن هذا الجزيء البروتيني
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 126