responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 141

التدبير والرعاية:

ما انتهى [ميربت] من حديثه حتى قام آخر، وقال: شكرا جزيلا صديقي العزيز ميربت على هذه الأحاديث الطيبة التي جعلتنا نرى الحقيقة بأعيننا.. تلك الحقيقة التي كنا نحاول سترها والهروب منها بكل الوسائل.. وأنا صديقك جورج، سمي البروفيسور [جورج.ف.أليس] الأخصائي بالفيزياء الفلكية، والقائل: (يمكننا أن نكتشف المقياس والمعيار الدقيق الذي يحكم هذا الكون المعقد التركيب والشاسع الذي يثير الدهشة في أذهاننا، وإن هذا المعيار الدقيق الموجود في الكون يجعل من تجنب كلمة (المعجزة) أمرا صعبا للغاية)

وأنا أحب تتمة لحديثك أن أنتقل من الآيات الإلهية العظيمة التي أشرت إليها إلى آيات أخرى ممتلئة بالدقة والرعاية والتدبير الحكيم.. وهي وحدها كافية لمن تأملها في الهداية إلى الله..

فأمر الكون ليس مجرد قوانين ولا مادة ولا طاقة، وإنما هو نظام بديع له غايات دقيقة ممتلئة بالمصالح والمنافع والرحمة والرعاية.

وقد كان البحث في هذا، والذي هو مجال تخصصي يدعوني كل حين للبحث عن مصدره ومنبعه وباعثه.. لكني كنت أولي ظهري عنه، وأقول لنفسي: اهتمي ببحوثك، ولا شأن لك بالميتافزيقا.. متناسيا أن أكثر أبحاثنا الفيزيائية أبحاث ميتافزيقية لم نشاهدها، ولا نستطيع اختبارها بدقة، ومع ذلك نهتم بها، بل ننال بسببها الجوائز العظيمة، والجاه العريض.

وبداية اسمحوا لي أن أذكر لكم أنه توجد قوانين وموازين ومقاييس وتوازنات لا يمكن عدها، تحكم كوكبنا الذي نعيش عليه، وتحكم المجموعة الشمسية التي ننتمي إليها، والمجرة التي نتبعها، وحتى الكون برمّته.. وكلّ هذه القوانين والموازين والمقاييس والتوازنات أعدت بشكل خاص لتأمين إمكانية توفر الحياة واستمرارها بشكل معجز على

نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست