نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 26
النظريات ما شئت.. يمكنك أن تبدأ معهم بما
يقول ديمقريطس.. فهو يتناسب مع العقول التي يفكرون بها.. أنسيتم وصايا دوكينز لنا؟
قال آخر: اسكتوا.. لقد فضحتمونا.. دعوني
أتدبر الأمر.
قال ذلك، ثم قام، وقال: شكرا جزيلا لسؤالكم
المحترم، وجوابا عليه أقول: إن أحدث النظريات العلمية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك
أن هذا الكون قديم قدما أزليا.. أي أنه لا بداية لوجوده..
ومن العلماء الذين أكدوا هذا البروفيسور
الأمريكي الكبير ديمقريطس.. الذي كان يود أن يحضر معنا.. لكن بعض الظروف منعته من
ذلك.. لقد برهن هذا البروفيسور الكبير أنَّ العالم مكوَّن من عدد غير محدود من
الذَّرات، يتحرك في فراغ لاحدود له.. وأن هذه الذَّرات جُسَيمات من المادَّة غير
المرئية، وغير القابلة للانقسام، وغير مولّدة أو قابلة للاتلاف.. وتختلف عن بعضها
في الحجم والشَّكل والوضع.. وكل شيء في هذا العالم مكوّن من مجموعة مختلفة عن
غيرها من هذه الذَّرات، وقد جاء عالمنا من تركيب عَرَضي لهذه الذَّرات.. وبسبب
وجود عدد غير محدود من الذَّرات، فقد وجدت عوالم أُخرى أَيضًا.. وذكر أيضا أنها
قديمة أزلية لا بداية لها.. ولذلك فهي لا تحتاج أي علة لتخرجها من العدم إلى
الوجود.. لوجودها بذاتها.
قال ذلك، ثم جلس، وهو يتصور أنه حل المشكلة،
لكنه فوجئ بضحك كثير، وهمسات للحضور بعضهم لبعض.. ثم طلب بعضهم أن يتدخل، فأذن له،
فقام، وقال مخاطبا الحضور: لا أظن إلا أن الأستاذ الكبير الذي أجاب عن السؤال لم
يكن إلا مازحا.. فديمقريطس قد أكل على جثته الدهر وشرب، فقد ولد سنة 460 قبل
الميلاد.. وتوفي سنة 370.. وهو بالإضافة إلى ذلك فيلسوف يوناني، وليس فيزيائيا
أمريكيا.
شعر العالم الأول بحرج شديد، فقام صديقه، وقال:
هذه معلومات بديهية.. وزميلنا
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 26