نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 28
***
التفت العلماء إلى بعضهم بعضا، وقد أصيبوا
بحيرة شديدة، فقام أحدهم، وقال: دعوني سأحل المشكلة.. هذا كله من تسرعكم، وعدم
اتباعكم لنصائح أساتذتنا.
قام، وقال: اعذرونا.. فهذه عادة زملائنا..
دائما يخلطون الجد بالهزل.. لهذا سأحدثكم أنا عن كبار الفيزيائيين الذي قالوا بقدم
العالم، وأثبتوه بكل الأدلة..
لا يمكنني أن أذكر في هذا المجلس كل من يقول
بذلك، فذلك مستحيل، ولهذ سأكتفي بأستاذ الجميع، وأكثرهم شهرة [پيير سيمون لاپلاس]
ذلك العبقري الذي كان رياضياً وفلكياً فرنسياً صاحب أعمال كثيرة محورية في تطور
علم الفلك الرياضي.. والذي لخـّص ووسـّع أعمال في كتابه (الميكانيكا السماوية).. كما
قام بإعادة صياغة وتطوير الافتراض السديمي عن أصل المجموعة الشمسية، وكان من أوائل
العلماء الذين افترضوا وجود الثقوب السوداء وفكرة إنهيار الجاذبية.
لقد كان الإنجاز الكبير الذي قدمه هذا
العبقري للعلم والإيمان معا هو أنه اضطلع بمهمة خطيرة، وهي اختزال الكون كله في نسق
رياضي واحد، بتطبيق نظرية الجاذبية النيوتينية على جميع الأجرام والظواهر السماوية..
وبذلك أكمل ما تركه نيوتن من الوضع القلق للكون حين ظن أنه عرضة لشذوذات تتصاعد
أحياناً، بحيث يلزم أن يتدخل الله من حين إلى آخر ليقوّمه من جديد.. وذلك ما لم
يقنع الكثير من العلماءالمتنورين الذي يرون بأن الكون عبارة عن جهاز آلي لا دخل
لأي يد خارجية فيه..
وقد استطاع لابلاس بإنجازه العلمي الضخم أن
يحقق هذا، فأثبت أن الاختلافات في متوسط أبعاد كل كوكب من الشمس تخضع لصياغة
رياضية مضبوطة، تقريباً، فهي إذن دورية وميكانيكية.
ولذلك اختارته أكاديمية العلوم بفضل بحثه هذا
عضواً ملحقاً بها، وهو بعد في الرابعة
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 28