نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 113
لهذه الحشرة لا يتوضع داخل جسمها.. ووجدوا
أن هذا الهيكل يتألف من طبقة صلبة من مركب يطلق عليه اسم [السكليروتين] الذي يغلف
كامل الجسم ويتصل بالكيتين.. ووجدوا أن هذا الهيكل الخارجي يتكون من شرائح مسلحة
كثيرة جداً ومحدودة الحركة، ولكنها تمتص الصدمات وتبطل الصدمة الناتجة عن القفز.
وفوق ذلك كله وجدوا أنه لا يوجد في جسم
البرغوث أي أوعية دموية، بل يسبح جسمه الداخلي بسائل دموي صافي يبطن الأعضاء
الداخلية ويحفظها من ضغط القفزات المفاجئ.
قلت: لكن كيف تتم تنقية الدم ما دام
جسمه بهذا التصميم؟
قال: لقد وجدوا أن ذلك يتم من خلال
الثقوب الهوائية المنتشرة في أنحاء الجسم، وهذا يغني عن الحاجة إلى مضخة ضخمة تقوم
بضخ الأكسجين بشكل متواصل، فقد صمم قلب هذه الحشرة على شكل أنبوب، معدل نبضاته
بطيء بحيث لاتؤثر عليه القفزات السريعة على الإطلاق.
زيادة على ذلك كله، فقد اكتشفوا أن
عضلات ساقه ليست بالقوة التي تتطلبها القفزات التي تقوم بأدائها، إلا أن هذا
الأداء المدهش يقوم به البرغوث بمساعدة نوع من النظام النابضي الذي أُضيف إلى
سيقانه.. وهذا النظام يعمل بفضل البروتين الذي يطلق عليه (resilin) إذ يخزن البرغوث الطاقة
الميكانيكية.
والخاصية البارزة لهذه المادة هي قدرتها
على تحرير 97 بالمائة من الطاقة المختزنة بداخلها عند التمدد، بينما لا تتعدى
النسبة التي تغطيها المواد المرنة الموجودة في الأسواق اليوم إلى 85 بالمائة كحد
أقصى.
***
شوقتني أحاديث صاحبي كثيرا، فرحت ألح
عليه أن يذكر لي مثالا آخر، فقال: من
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 113