نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 128
هذا الرجل، فإنه قد أهداني كتابه من
دون أن يعرفني بنفسه.
قال: ألا تعرف هذا.. إنه خادم كبير من
خدم الإنسانية.. إنه من دعاة التصميم الذكي الذين راحوا يفسرون نشأة الأنواع الحية
تفسيرا علميا بعيدا عن كل أنواع الأيديولوجيا والتفكير الغرضي.
إنه ذلك الرجل الذي تبنى توجهاً مناهضاً
للدور العشوائي اللاغائي الذي تعطيه نظرية التطور للطبيعة، باعتبارها أداة فاعلة
في الخلق..
ولذلك تراه في كل محفل يناهض دعاوى
التطوريين عن وجود عيوب في تصميم الأنواع الحية؛ لكونها تطورت بعضها من بعض، فنشأت
العيوب نتيجة السمكرة وإعادة التخليق، وهو لذلك لا يعترف بوجود أعضاء أثرية بلا
وظيفة، أو أعضاء غيّرت وظيفتها عبر المشوار التطوري.
بل هو على النقيض من ذلك، يرى ـ كما يرى
جميع دعاة نظرية التصميم الذكي ـ في الأنظمة الحيوية تعقيدات وظيفية متخصصة،
وتعقيدات غير قابلة للاختزال، ومن ثم تعجز الرؤية التطورية التدرجية التراكمية عن
تفسيرها.
قلت: فهي نظرية دينية إذن؟
قال: لا.. هي ليست نظرية دينية.. بل هي
تحصر دورها في وصف حقيقة الحياة كما هي، وتزيل عنها الرؤية التطورية الخرافية..
وترى كل نوع من الأنواع عالما قائما بذاته، لم يتطور من غيره، ولم ينشأ عنه.. وهي
لذلك تفسر خلق الأنواع الحية بكونها تمت من قِبل مصمم ذكي، ولا تسمي اسم ذلك
المصمم ليجتمع فيها جميع الأديان المؤمنة بوجود مصمم ذكي بغض النظر عن اسمه وصفاته
وحقيقته، وهذا ما يفرقها عن النظريات الدينية.
قلت: ولم لا تتبنى رؤية دينية معينة؟..
ولم لا تعتبر الله خالقا، وتحدده على أنه ذلك المصمم الذكي؟
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 128