نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 143
سابقتها، ثم مضوا، وإذا بنا نحصل على
الجزء الثاني من خط التصنيع.
ثم تتابعت الجماعات، كل جماعة تعبث
فتحصل على مرحلة جديدة، وبعد أزمان ودهور من تتابع الجماعات، حصلنا على خط كامل
لإنتاج السيارات، يعمل بدقة وإتقان وينتج سيارات كاملة قابلة للاستخدام، علماً أن
كل الجماعات التي مرت، لم يكن لديها تصميم مسبق لما سيكون عليه هذا الخط عندما
ينتهي بشكل كامل، ولم تكن تعلم ماذا ستفعل الجماعة التي بعدها.
إن كان هذا الكلام يمكن تصديقه، فيمكن
إذن أن نصدق أن عملية تخثر الدم وأمثالها نشأت بواسطة التطور الداروني.
سكت قليلا، ثم قال: دعونا نسأل: هل كانت
عملية تخثر الدم موجودة مع أول كائن حي نتج عن التطور وله دورة دموية؟ إن كان
الجواب لا، بل قد تطورت تدريجياً، فهذا محال، لأن هذا الكائن لن يستمر في الحياة
وسينقرض قبل أن يتطور، حيث إن دمه سينزف حتى الموت عند أول جرح أو خدش، وإن كان
الجواب نعم، لقد كانت آلية تخثر الدم موجودة عند أول كائن ذي دورة دموية، فسنقول:
إن هذا لو حصل يدحض تماماً نظرية التطور، حيث إن الوصول إلى مثل هذا النظام
المعقد، بشكل مباشر وبهذه الدقة، لا يمكن أن يحدث بطفرة واحدة، بل يحتاج حسب نظرية
داروين نفسها إلى عدد ضخم من الطفرات العشوائية المتراكمة عبر زمن سحيق من الدهور،
أو يحتاج إلى أن يكون وراءه مصمم خبير.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى نسألهم جدلاً:
وهل كان هذا النظام لو فرضنا جدلاً أنه نشأ بطفرة واحدة يحتوي أيضا على طريقة
لإيقاف التخثر في الوقت المناسب والمكان المناسب والسرعة المناسبة؟.. فإن قالوا
لا، قلنا لهم: هذا محال لأن ذلك سيجعل هذا الكائن ينقرض، لأن دمه سيتجلط كله عند
أول جرح، وإن قالوا: نعم، فسنقول لهم، عجبا لهذه الطفرة الخارقة، التي ينتج عنها
دفعة واحدة نظام كامل متكامل معقد دقيق محسوب،
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 143