responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 181

التكيف.. والعناية

بعد أن انتهى الرابع من حديثه، قال الخامس، وهو يلتفت لي: وأخيرا وصل الدور لي.. فهيئ نفسك لتسجيل كل ما أورده عليك من قصتي، فهي لا تقل جمالا عما قصه عليك أصحابي.

قلت: كل أحاديثكم جميلة، وكلها تفوح بعطر الإيمان.. فهلم بحديثك.. فما أجمل أحاديث الإيمان.

قال: ما دام أصحابي قد حدثوك عن الصدفة والخلق.. والتطور والعلم.. والعشوائية والتصميم.. والصراع والسلم.. فلن أكرر ما ذكروا، وإن كنت مررت بكثير مما ذكروا، وإنما سيقتصر حديثي على التكيف والعناية.. ذلك أن حكايتي معهما هي مفتاح هدايتي إلى الله، وسبب تخلصي من كل الخرافات التطورية التي كنت أتعلق بها.

قلت: فما تعني بالتكيف والعناية.. وما الفرق بينهما؟

قال: التكيف يكون من ذات الشيء.. والعناية من خارجه.

قلت: لم أفهم ما تعني؟

قال: أرأيت إن وجدت طفلا رضيعا لا حول له ولا قوة.. ولكن مع ذلك تراه، وقد وضع له من أصناف الأطعمة التي يحتاجها بما يتناسب مع عمره، والبيئة التي يعيش فيها، حتى لا تؤثر فيه بجراثيمها وفيروستها، وحرها وبردها.. ما عساك تقول عن مصدر تلك الرعاية الخاصة التي حصلت له.. هل بسبب وجود حاضن رحيم فعل له ذلك؟.. أم أن الرضيع بحد ذاته حاول أن يتكيف مع الواقع، فيحصل له كل ذلك؟

قلت: لاشك أن الاحتمال الثاني جنون.. فمن أين للرضيع القوة والعقل الذي يوفر به لنفسه كل تلك الحاجات.. لاشك أن جهة رحيمة قد وفرت له ذلك.

نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست