نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 195
قال ذلك، ثم راح يقرأ علي من جريدته:
(اكتشف العلماء كائنا حيا لا يتعدى طوله الملّيمترين يتمتع بخصائص غاية في
الغرابة.. فهو يتحّمل التعرّض لدرجة حرارة 273، 9°ـ لمدّة 20 ساعة.. يتحّمل درجة
حرارة إلى حدّ 190°+.. ويعيش تحت ضغط مائي ستاتيكي 600 ميغاباسكال ستة مرّات درجة
الضغط بأسحق المحيطات مع العلم أنّ 30 ميغاباسكال كافية لسحق الخلايا وإحداث أضرار
بالغشاء الخلوي والبروتونات وغيرها.
قلت: لكن كيف تسبب هذا الكائن في هدم
نظرية التطور؟
قال: أنت تعلم أن التطوريين يعتبرون الطبيعة
قادرة على تطوير أنظمة الكائنات بحيث تتلاءم مع الظروف في وسطها؟
قلت: أجل.. ذلك صحيح.. وهو من الأسس
التي تقوم عليها نظرية دارون.
قال: فهل يمكن أن تجمع الطبيعة في كائن
واحد قدرة على التأقلم في أوساط متناقضة كليا.. بل غير موجودة بالمرة؟.. لماذا
يُدجّج حيوان بهذا الكمّ من المقدرة على تحمّل ظروف لاتتواجد في الطبيعة.. وهل هذا
الكائن قفز فوق نظرية التطوّر؟ أم هو خُلق!
قلت: لقد ذكرني حديثك هذا بداروين الذي اعترف
أن هناك مشكلة كبرى في نظرية الانتخاب الطبيعي التي أصلَّها في كتابه أصل الأنواع،
فقد وجد أن الإنسان الإفريقي الضعيف يتكاثر ويزداد مع الوقت، وأن الإنسان الأوربي
الأقوى يقل مع الوقت، فقام بوضع كتاب [أصل الإنسان عن طريق الانتقاء الجنسي]، وهنا
استبدل الانتقاء الجنسي بالانتخاب الطبيعي، ذلك أنه وجد أن الذي يسعى بدوافع جنسيه
يبقى أكثر ممن يسعى بدوافع أخرى، فصار الدافع الجنسي أقوى دلالة على البقاء من
دافع الطبيعة والقوة..
قال: أجل.. أعلم.. ولست أدري ماذا كان يمكن
أن يطرح من بدائل ونظريات إذا علم
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 195