responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 238

 

الغريزة.. والإلهام

بعد أن انتهى الخامس من حديثه، قال السادس، وهو يلتفت لي: أظن أن الدور وصل لي.. ولهذا سأحدثك بحديثي الذي لا يقل جمالا عن حديث زملائي، بل قد يفوقهم جميعا، فسترى فيه من بدائع الصنعة الإلهية ما يملؤك بالعجب.

ولا تخف.. فلن أحدثك في حديثي هذا عن دقائق علوم الحياة، ومصطلحاتها وتعقيداتها، بل سأذكر لك أشياء بسيطة يراها الكثير من الناس.. ويمكنهم التعبير عنها.. ولكن الفلسفات المادية راحت تعبث بها كما عبثت بغيرها من الحقائق لتصرفها عن الله.

قلت: ما تعني؟

قال: ما دام أصحابي قد حدثوك عن الصدفة والخلق.. والتطور والعلم.. والعشوائية والتصميم.. والصراع والسلم.. والتكيف والعناية.. فلن أكرر ما ذكروا، بل سيقتصر حديثي على الغريزة والإلهام.. ذلك أن حكايتي معهما هي مفتاح هدايتي إلى الله، وسبب تخلصي من كل الخرافات التطورية التي كنت أتعلق بها.

قلت: فما تعني بالغريزة.. وما تعني بالإلهام.. وما الفرق بينهما؟

قال: الغريزة ـ كما يتصور الماديون ـ تنبع من ذات الشيء.. أي أن الكائن الحي لوحده استطاع أن يملك تلك القدرات العظيمة التي تيسر له حياته.. بينما الإلهام يعني وجود جهة خارجية تهدي الكائن لما ينفعه.

قلت: لعلك تقصد ما ورد في قوله تعالى: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)﴾ [النحل: 68، 69]

نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست