نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 242
قال التلميذ: لست أنا وحدي الذي يسأله..
بل أظن أن الجميع يسأله..
حينها تدخل المرشد، وقال: إن عقولنا
جميعا تحتاج إلى إجابة منطقية على هذا السؤال.. فالطبيعة تتألف من الحجر والتراب
والأشجار والنباتات.. فمن من هذه العناصر تكون له القدرة على إكساب الكائنات الحية
هذا السلوك المبرمج؟.. وأي جزء من الطبيعة لديه القدرة والعقل على فعل ذلك؟
هل ترى أنه يمكن للإنسان العاقل أن
يقول، وهو يرى لوحة زيتية جميلة:(ما أحلى الأصباغ التي رسمت هذه اللوحة)؟.. بلا شك
فإن كلامه لن يكون منطقيا.. إذن فإن ادعاء كون المخلوق خالقاً للأشياء هو بلا شك
ادعاء غير منطقي.
ثم قال موجها كلامه للأستاذ: أنا أعرف
الكثير من دعاة نظرية التطور، أو دعاة التفسير المادي للحياة، فهم يزورون هذه
الحديقة كثيرا، ويرون السلوكات الغريبة التي تبديها الكثير من الحيوانات، وعندما
أسألهم عن تفسيرها لا يجيبون بشيء، بل يذكرون أن نظرية التطور تعجز عن التفسير
المنطقي للحياة، ولسلوك الحياة..
لقد سمعت بعضهم.. وهو من كبارهم.. يقول
ـ وهو يتحدث عن سلوك دودة القز ـ لعلك تعرفه.. إنه [هيرمان فون ديثفورت].. لقد
سمعته يقول:(إن فكرة اتخاذ الأوراق الثابتة المتعددة كوسيلة للتمويه فكرة باهرة،
ترى من يكون صاحب هذه الفكرة؟ من صاحب هذه الفكرة الذكية التي تقلل من احتمال عثور
الطير على الفريسة التي يبحث عنها؟ ولا بد للدودة أن تكون قد تعلمت بالوراثة من
صاحب هذه الفكرة الذكية.. كل هذه الظواهر لا بد أن تتوفر لدى إنسان ذكي للغاية
يحاول أن يظل على قيد الحياة، ولا بد لنا أن نقبل بهذه الحقيقة، علماً أن لدودة
القز جهازاً عصبياً بسيطاً للغاية فضلاً عن بدائية سلوكها الحياتي، وتفتقر هذه
الدودة إلى القدرة على قابلية تحديد هدف معين والتحرك باتجاه هذا الهدف)
ثم يتساءل متعجبا:(ولكن كيف يتسنى لهذه
الدودة أن تخترع هذه الوسيلة للدفاع عن
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 242