نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 247
السلوكية لأنها تبدأ في اتباع هذا
السلوك منذ اللحظات الأولى لوجودها على وجه الأرض بأكمل صورة.
ولا تصادف في أي طور من أطوار حياتها
أية مرحلة للتعليم وجميع سلوكها مكتسب بالفطرة، وهذا الأمر جائز مع جميع الكائنات
الحية. إذن فمن الذي علم الكائنات الحية تلك الأنماط السلوكية؟
فلو افترضنا أن النملة العاملة أو أية
حشرة أخرى قد اكتسبت جميع صفاتها المتميزة عبر الانتخاب الطبيعي وبالتدرج، أي
افترضنا أنها عملية انتخاب للصفات الصالحة ثم يتمّ توريثها بعد ذلك إلى أجيال
لاحقة وبصورة متعاقبة وفي كل مرة يتم انتخاب صفات مفيدة تورث إلى جيل لاحق وهكذا،
لو افترضنا ذلك لأصبحت فرضيتنا مستحيلة لسبب وحيد هو عدم تشابه النملة العاملة مع
أبويها إلى حد كبير إضافة إلى كونها عقيمة، ولهذا فهي لا تستطيع توريث الصفات
والأنماط السلوكية الجديدة المكتسبة إلى الأجيال اللاحقة. وهنا يطرح السؤال نفسه:
كيف يمكن تفسير هذه الحالة بواسطة الانتخاب الطبيعي؟
ألا يتبين لك من خلال هذا استحالة تفسير
الأنماط السلوكية المحيرة لهذه الكائنات الحية بواسطة نظرية التطور، بسبب بسيط،
وهو أن هذه الأنماط السلوكية لم تكتسب عبر الانتخاب الطبيعي، ولا يمكن توريثها
بالتالي إلى أجيال لاحقة.
سكت قليلا، ثم قال: والأمر الأخطر من
ذلك كله هو زعمكم بأن الغرائز تتطور بتطور الأحياء، فأنتم تزعمون بأن الكائنات قد
نشأت عن بعضها البعض عبر التطور.
ووفقاً لهذه النظرية تكون الزواحف قد
نشأت من الأسماك، والطيور من الزواحف.. مع أن النوع الواحد يختلف تماماً من حيث
السلوك، حيث تختلف السمكة عن الزواحف اختلافاً كلياً.
لم يجد أستاذنا ما يجيب به، لكنه راح
يمسك بطنه، ويقول مخاطبا المرشد: أظن أن
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 247