نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 263
أزال أذكره من حديث المرشد عنه قوله: هل
تعلمون أن الدرفيل لا رائحة له وهو لا يرى؟ لكن في المقابل وهبه الله حاسة سمع
قوية جدا، إذ له القدرة على سماع الأصوات التى تبعد كيلومترات طويلة بكل سهولة..
وإلى جانب ذلك يستطيع مواصلة رحلته تحت الماء وتحديد مكان فريسته بكل سهولة، وذلك
بفضل نظام الإدراك عن بعد.. فالأصوات التى لا يستطيع الإنسان سماعها تنتشر مثل
الأمواج البحرية، وهذه الأمواج الصوتية عندما يعترضها حاجز تصطدم به وتعود فعندما
تعود تصطدم الموجات الصوتية بالسمك أو الأحجار، وعندئذ يتمكن الدرفيل من تحديد
المسافة التى تفصله عن مكان فريسته.
ثم ذكر لنا أن نظام الإدراك عن بعد،
والموجود عند الأسماك قلده الإنسان، وصنع أنظمة اتصالات مماثلة له.
بعد أن مررنا على حيوانات برية وبحرية
كثيرة، قال لنا المرشد: والآن تأملوا فيما تعلمتموه من معلومات حول الحيوانات التي
ذكرناها.. فقد رأيتم من خلالها كيف خلق الله الكائنات ووهبها الخصائص الضرورية
لتحافظ على حياتها.
***
بعد أن انتهينا من جولتنا في تلك
الحديقة بصحبة ذلك المرشد، ذهبنا إلى المحل الذي تركنا فيه أستاذنا، وقد تعجبنا
كثيرا إذ رأيناه يتأمل في بعض الحيوانات، ويبكي، فسألناه عن سبب ذلك، فقال:
اعذروني أبنائي.. فقد كنت ممتلئا أوهاما.. وقد سربت إليكم الكثير منها.. فلذلك لا
تلتفتوا لكل ما سبق أن قلته لكم.. واسمعوا لهذا المرشد الناصح، فهو أدرى مني بهذا
العالم العجيب.
تعجبنا من حاله هذا، وسببه، لكنا، وبعد
ذلك اليوم رأيناه قد تغير تماما، وأصبح يحدثنا عن الله.. وعن عظمته.. ويذكر لنا كل
حين من المعلومات عن عالم الحياة وعجائبها ما تسقط به كل الفلسفات المادية الهاربة
من الحقيقة.
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 263