نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 265
المحدودية.. والامتداد
بعد أن انتهى السادس من حديثه، قال
السابع، وهو يلتفت لي: وأخيرا وصل الدور لي.. ولهذا سأحدثك بحديثي الذي لا يمكن أن
يضاهيه أي حديث من أحاديث زملائي، فهو يفوقهم جميعا، ذلك أنك سترى فيه من بدائع
الصنعة الإلهية ما يفوق بملايين المرات كل ما نراه ونعيشه.. بل إنه يتجاوز بملايين
المرات كل ما نتخيله أو نحلم به.
ذلك أن كل أحاديث زملائي ـ مع احترامي
لهم ـ لم تكن تتجاوز حديث هذه الأجساد التي نعيش فيها، كما تعيش الكائنات من
حولنا.. لكن حديثي عن عالم الروح الذي هو أوسع بكثير من عالم الجسد.. وهو حديث
أيضا عن عالم الامتداد بدل عالم المحدودية.
قلت: ما تقصد بعالم الامتداد.. وما
الفرق بينه وبين العالم المحدود؟
قال: العالم المحدود، هو ما نعيشه من
فترة زمنية ضيقة جدا في هذه الحياة الدنيا.. وهو كذلك ما نشعر به ونراه ونعيشه من
أجسادنا المحدودة الممتلئة بالضعف والقصور.. وهو ما نعرفه كذلك من صور الحياة التي
رأيناها على كوكبنا الذي نعيش فيه.. والذي توهمنا أنه وحده الكوكب الحي، وما عده
ميت.
قلت: وعالم الامتداد؟
قال: هو العالم الذي لا زمان فيه.. ولا
ضيق.. ولا جسد محدود.. بل فيه من القوى والطاقات ما لا يمكن تصوره.
قلت: لكن ذلك محجوب عنا، فكيف وصلت
إليه؟
قال: لقد جعل الله شعوري بوجود هذا
العالم سببا لبحثي عنه.. فأنا مع اهتماماتي الكثيرة بعلم الحياة، بل مع تخصصي فيها
كنت أشعر بحاجتي إلى عالم أوسع، وأكثر إطلاقا، حتى أتمكن فيه من تلبية حاجاتي التي
لا يمكن لهذا الزمن القصير أن يلبيها، ولا لهذا الجسد
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 265