نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 291
إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ
يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (الروم:50)، فهذه الآية الكريمة تقرّر أن حُكم
الأمثال واحد، فإذا تحقّق الإحياء في الأرض بعد موتها، أمكن تحققه في الإنسان بعد
موته، وفي غيره من الأحياء.
فتبين إذن أن العقل يحكم بتساوي الأمثال
في الحكم، ومنه يتبيّن أن القادر على الإحياء الأول قادر على الإحياء الآخر ؛
لأنهما مثلان.
هذا برهان المماثلة..
هناك برهان آخر يستدل به القرآن الكريم
يمكن تسميته بـ (برهان القدرة)، فكل شيء في الكون يدل على قدرة الخالق العظيم غير
متناهية، وما دامت كذلك، فيجوز في العقل أن تتعلق بكل شيءٍ مقدور، يستوي في ذلك
السهل والصعب على السواء، نرى ذكر هذا كثيرا في القرآن الكريم.. فكثيرا ما نقرأ
هذه الفاصلة ﴿ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾، ولهذا
أشارت الآيات القرآنية إلى صورتين من الاستدلال على المعاد، بذكر عموم القدرة
الإلهية وعدم تناهيها:
تتمثل أولاهما في بيان قدرته تعالى على
المعاد في الآخرة مرتباً على ذكر المبدأ في الاُولى في آيات كثيرة، إشارة إلى أن
القادر على الإيجاد من العدم ابتداءً قادر على إعادة الموجود.. بل هو أقدر على
ذلك، قال تعالى:﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ
يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ
فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ
الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (العنكبوت:19 ـ 20)