نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 311
قلت: ولكنكم بحمد الله لم تتعرضوا لما
تعرض له أهل الكهف من الأذى حتى فروا بدينهم.
قال: ومن ذكر لكم أنه لم يحصل لنا ذلك..
لقد حصل لنا الكثير منه.. فقد جردنا من مناصبنا، وصودرت أموالنا.. واتهمنا
بالإرهاب والعنف.. ورفعت علينا قضايا كثيرة.. ولذلك لم نجد حلا إلا الفرار إلى بعض
الكهوف.
وهناك ألقى الله علينا سوابغ رحمته
ولطفه.. ولم ندر إلا ونحن نخرج من كهفنا، ولا أحد يلتفت لنا، أو يبحث عنا.
قلت: كيف ذلك؟
قال: لقد سقطت تلك الحكومة التي تبنت
تلك الأحكام، وسقط معها نظامها.. وأحرق أثناء الشغب الذي حصل كل ما يرتبط بنا من
قضايا.. ولذلك ولدنا ولادة جديدة.. وعادت لنا حياتنا التي سلبت منا.. فانتسبنا
لبعض الجامعات والمراكز.. ورحنا نترقى من جديد في مناصبها إلى أن عادت لنا الكثير
من الوجاهة التي افتقدناها.
قلت: فقد ركنتم إلى الدنيا إذن؟
قال: معاذ الله أن نفعل ذلك.. بل رحنا
نغير استراتيجيتنا، ونستبدلها بما تراه.
قلت: أنا لم أر شيئا.. فأنتم اليوم لم
تفعلوا شيئا.. لا سلبا ولا إيجابا.
قال: وحديثنا الذي حدثناك به.. ألا تعتبره
نورا من أنوار الهداية.. ومعولا يحطم تلك الأصنام التي تعبد من دون الله؟
قلت: بلى .. هو كذلك.. لكن ما عساه
يفعل؟
قال: نحن نرحل إلى كل بلاد.. ثم نبث
أحاديثنا لخاصة الناس.. ونترك لهم الفرصة ليؤدوا دورهم.. فنحن نعلم أن العامة بيد
الخاصة، وأن العقل الجمعي بيد العقل الفردي.. ولهذا صرنا لا نصيح في المؤتمرات..
وإنما نتحدث لكل من نتوسم فيه القبول.
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 311