نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 80
مختلفة بشكل مفاجئ.
ليس ذلك فحسب، وإنما طرح جولد كذلك أن
السلف المشترك المفترض في نظرية التطور ليس سلفًا واحدًا، وإنما عدة أسلاف في
الحقيقة.
لكن تلك الطروحات جميعا لا تتوافق وأصل
نظرية التطور.. فقد أورد داروين في كتابه [أصل الأنواع] أن الطبيعة كلٌّ مستمر، لا
انقطاع فيها ولا فجوات، ولا قفزات.
وهي النظرة المتفقة مع [الباراديم]، أو
التصوّر الذهني الحتمي العلمي السائد حينئذٍ، الذي آمن فيه العلماء بعمومية قوانين
الطبيعة وثبوتها واطّرادها، بلا تخلف ولا مصادفة.
لكن سواء تغيّر هذا البارادايم أم بقي،
إلا أن هذه الفكرة، وهي تقطّع التطوّر، رفضها داروين تحديدًا بشكل قاطع، لأن القول
بأن التغيّرات ـ كما يذكر داروين ـ (تحدث بشكل متواتر ومستمر هو قول يحتوي في
الحقيقة على معجزة)
وبناء على هذا يمكننا أن نتساءل عن قيمة
استبعاد معجزة الخلق الإلهي إذا تم استبدالها بمعجزة التطوّر المتقطع.
ثارت بعض الضجة في القاعة، أوقفها رئيس
الجلسة، ثم طلب من العالم أن يتحدث، قائلا له: نرجو أن تلتزم بالموضوع، فأنت تتحدث
عن مدى تطبيق نظرية التطور للمعيار الثاني، وهو [التنبؤات الدقيقة]
قال العالم: أجل.. فهذا التحول المفاجئ من
تنبؤ داروين بوجود سلسلة عضوية دقيقة التدرج إلى فرضية جولد هو بمثابة اعتراف عام
بعدم قدرة التطور علي تقديم تنبؤات دقيقة، وهكذا وبقليل من المرواغة أصبح غياب
الدليل أكبر دليل على صحة النظرية.
لم تكن تلك النبوءة الوحيدة التي فشلت
النظرية في إثباتها، ولكن بشكل مماثل فشلت كل التكهنات الأخري مثل [الاعضاء
الضامرة] إذ كان التطوريون يظنون أن تلك الاعضاء وال [دى إن إيه] هي بقايا أسلافنا
التي تناقلتها عبر الحقب الجيولوجية حتى فقدت
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 80