نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 90
القرونِ الثامنة عَشرة والتاسعة عشرة..
لكن الإجماع العلمي لَم يَقبل حينها دليل
[سيميلويز] التجريبي.. ورفض نتائجَه التي وصل إليها.. بل نظر إليها باحتقارِ، بحجة
أنه لَمْ يوافق الرأي المؤَسَّس في تلك الفترة.. وقد قيل عنه حينها: إنه لا قاعدةَ
علميةَ لادّعاءاتِه.. وقيل إنه لم يأت بشيء جديد.
وهذا ما حصل أيضا عام 1843، حين نَشرَ [أوليفير
ويندل هولمز] مقالةً عن قابلية عدوى الحُمَّى الولاديةِ لكن وجهاتَ نظره هوجمتْ من
المؤسسة العلمية بحجة مخالفتها للإجماع.
بل إنه وفي عام 1795 نَشرَ الدّكتور [ألكساندر
جوردن] ورقة عن الطبيعةِ المعديةِ للحُمَّى الولاديةِ وأهميةِ سلوكيات النظافةِ
الصحيحة لكي تمنع من انتشار المرض.. لكن ورقته قوبلت أيضا بالمعارضة القوية.
تصوروا لو أن ما يطلق عليه [الإجماع
العلمي] تواضع، وسمع لتلك الأبحاث وناقشها، وجربها، واستفاد منها.. كم يا ترى من
أرواح ستنقذ؟
ولكم أيضا أن تتساءلوا كم من الأرواح
تسبب فيها ذلك الإجماع العلمي الذي يرفع الآن شعارا لتمرير هذه النظرية؟
لقد عبر عن هذا المعنى [مايكل كريتشتون]
حين ذكر أن الإجماع يمكن استخدامه في مجالات الدين أو السياسة، ولكن لا مكان له في
العلم، ذلك أنه يعتمد فقط على الأدلة المكتشفة من التجارب العلمية، ولا يعتمد على
أعداد العلماء..
لقد عبر عن ذلك بقوله: (دعنا نكن
واضحين: الأسلوب العلمي ليس له أي علاقة بالإجماع، الإجماع هو عمل السياسة.. العلم
في الوجه المقابل، يحتاج إلى محققين يصادف أنهم على صواب، وهذا يعني أن لديه
معلومات قابلة للإثبات بالمراجع في العالم الواقعي.. أما الإجماع العلمي فليس له
علاقة، فالذي له علاقة هي النتائج القابلة للإنتاج..
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 90