نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 111
في هذا الحكم..
وقد تقدمت دراسة
نظرية المصادفة والاحتمال من الوجهة الرياضية تقدمًا كبيرًا، حتى أصبحنا قادرين
على التنبؤ بحدوث بعض الظواهر التي نقول: إنها تحدث بالمصادفة، والتي لا نستطيع أن
نفسر ظهورها بطريقة أخرى (مثل قذف الزهر في لعبة النرد)
وقد صِرنا ـ
بفضل تقدم هذه الدراسات ـ قادرين على التمييز بين ما يمكن أن يحدث بطريق المصادفة،
وما يستحيل حدوثه بهذه الطريقة، وأن نحسب احتمال حدوث ظاهرة من الظواهر في مدى
معين من الزمان.
وبناء على هذا،
فإننا إذا أردنا أن نحسب دور المصادفة في نشأة الحياة ـ كما يزعم الملاحدة ـ فإن
علينا أن نتعرف على كل العناصر الضرورية المشكلة للحياة، ثم نقوم بحساب الاحتمالات
الممكنة لذلك.
مع العلم [1] أن هناك فرقا بين خلق الشيء، وترتيبه أو
تركيبه، حيث إن فكرة المصادفة لا يمكننا أن ندخلها البحث الأول، لأن الموجود لا
تحكمه قانون المصادفة بحال من الأحوال، وأما تركيب الأشياء فقد يبقى موضع بحث، كما
أن حركة الشيء لا يمكن أن يرد الى المصادفة، وهكذا نجد أن قانون المصادفة يبقى
مشوهاً مبتوراً منذ الأساس، فإلقاء حجر النرد ذي الوجوه السداسية قد تلعب الصدفة
دورها، فيتكرر رقم واحد خمس مرات أو ست مرات أو أكثر، ولكن احتمال هذا نادر جداً
كما أن احتمال سحب أوراق مرقمة من 1 ـ 10 وموضوعة في كيس واحد بصورة مرتبة متدرجة
(بحيث ان الرقم 1 يأتي في الأول ثم تتبعه الأرقام التالية بالترتيب) احتمال ضعيف
ونادر ولكن أين لقانون المصادفة أن يلعب دوره في
[1] انظر: الطب محراب للإيمان،
خالص جلبي، ص9، فما بعدها، وقد ذكر أنه اقتبس الأمثلة الواردة هنا من كتاب مصير
البشرية لكاتبه ليكونت دي نوي.
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 111