نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 186
في النسبية
العامة، حتى يتحقق الاستقرار الكوني بالتغلّب على سلطان الجاذبية بوجود قوة تنافرٍ
تفعل فعلًا معاكسًا لفعل الجاذبية، لكنّه اضطرّ إلى التنازل عن رأيه والإقرار
بتوسّع الكون بعد اكتشاف [هابل] في آخر العقد الثاني من القرن العشرين لدليل مدرك
لتنائي المجرّات عنّا.
بالإضافة إلى
هذا، فقد نشر بعض الباحثين ورقة علمية سنة 2003 في مجلة [Physical Review Letters] تحت عنوان [الزمكانات المتضخمة غير تامة من جهات الماضي]، وأثبتوا فيها أنّ الكون اللامتناهي في الزمان لا يتوافق مع نظرية أينشتاين النسبية التي ثبت صدقها علميًا منذ زمن.
تمدد الكون:
ودلالته واضحة
على وجود بداية للكون؛ فقد اكتشف [إدون هابل] في بداية القرن العشرين أنّ الكون
يتمدّد، وأن سرعة ابتعاد الأجرام عن بعضها تطابق سرعة ابتعادها عن الأرض.. وكان
هذا الكشف من أقوى الدلائل لتأكيد (نظرية الانفجار العظيم)، غير أنّ هذا التمدّد
وحده حجّة لوجود بداية للكون.
وقد أبدى [هاوكنج]
استغرابه من عدم الكشف عن تمدد الكون قبل القرن العشرين؛ إذ إنّه من المستحيل أن
يوجد كون ثابت من الأزل تعمل فيه الجاذبية عملها الجذبي[1].
وعلّق على ذلك قائلًا:
(كان الكشف عن توسّع الكون إحدى أكبر الثورات الفكريّة في القرن العشرين. من السهل أن نتساءل ـبصورة متأخرة: لِمَ لَمْ يفكّر أحد في ذلك من قبل. لقد كان على (نيوتن)
والآخرين أن يكتشفوا أنّ الكون الثابت لا بدّ أن يبدأ عن قريب في الانكماش تحت
تأثير الجاذبية)[2]
[1]
Stephen Hawking, A Brief
History of Time, p.6.