نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 223
أما عندما ننظر
إلى جميع الأنظمة الميكانيكية في الطبيعة، فإننا نراها ترقى إلى درجة الكمال.. فجميع
المخلوقات مصممة بإتقان محكم لا يمكن تصور مدى دقته.
ومن الأمثلة
الواضحة على ذلك جمجمة نقار الخشب.. فهي مصممة بإتقان بديع لا يمكن تصور مدى دقته
وتعقيده وغائيته؛ فنقار الخشب يتغذى على الحشرات واليرقات التي تختفي في جذوع
الأشجار، ويستخرجها عن طريق النقر.. حيث يستطيع أن ينقر ما بين تسع إلى عشر نقرات
في الثانية الواحدة، ويزداد هذا العدد ليصل إلى ما بين 15 ـ 20 عند الأنواع الأصغر
حجماً، ومنها نقار الخشب الأخضر.. وتصل سرعة عمله إلى 100 كم/سا.. أما الزمن
الفاصل بين النقرة والأخرى فهو أقل من 1/1000 من الثانية.
والصدمة التي
تنتج عن هذه الطرقات المتتالية لا تختلف عن تلك التي يسببها ضرب الرأس في حائط
إسمنتي، إلا أن التصميم المعجِز لدماغ نقار الخشب يجنبه التعرض لأي نوع من
الإصابة.
ولذلك كانت
جمجمة نقار الخشب تتميز عن سائر الطيور في هذه الناحية.. فعظام الجمجمة تتصل عند
معظم الطيور ببعضها، ويعمل المنقار مع حركة الفك السفلي إلا أن منقار وجمجمة طائر
نقار الخشب منفصلان عن بعضهما بأنسجة إسفنجية تمتص الصدمات الناتجة عن عملية
النقر.. بل إن هذه المادة المرنة تؤدي عملها بشكل أفضل من ماص الصدمات في السيارات..
وجودة هذه المادة تأتي من قدرتها على امتصاص الصدمات المتتالية بفواصل قصيرة جداً
واستعادتها لحالتها الطبيعية على الفور، وهي تفوق بجودتها المواد التي أفرزتها
التكنولوجيا الحديثة بأشواط.
حيث أن هذه
العملية تكتمل حتى في حالات أداء الطائر عشر طرقات في الثانية، وفصل المنقار عن
الجمجمة بهذه الطريقة الخارقة تسمح للحجرة التي تحمل دماغ الطائر بالحركة بعيداً
عن المنقار العلوي أثناء عملية النقر، وهكذا تكون وتتشكل آلية ثانية في
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 223