نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 250
وكذلك هؤلاء الذين يقولون
للناس: (إن هذه هي غرائزكم.. فلا تكبتوها.. ) هم في الحقيقة يرمونهم كل مرة في
هاوية من البهيمية يصعب عليهم الخروج منها، لأن النفس إذا تعودت شيئا أدمنت عليه..
فإذا أدمنت بان لها أنه الأصل.. ثم يأتي هؤلاء المحللون ليضموه إلى غرائز الإنسان.
ولذلك نرى المدمنين على
المخدرات كيف يشق عليهم تركها.. ولو خيروا بين تلبية غريزة الطعام وغريزة الأفيون
لاختاروا الأفيون.. فهل نترك لهؤلاء المحللين المجال ليفرضوا على الإنسان صاحب
الفطرة الأصلية ما يقع فيه ضحايا الغرائز الشاذة؟
وهذه النظرة تجعل المسلم يشعر
بأنه صاحب إرادة.. فلذلك لا يستسلم لغرائزه.. وإنما يهذبها لتستقيم مع الفطرة
السليمة..
وقد ذكر القرآن الكريم أصناف
الناس، وتعاملهم مع غرائزهم.. فذكر الغافلين عن أنفسهم الذين توحد الأنا فيهم
بالنفس، فلم يدركوا من وظائف وجودهم غير إرضاء الشهوات والغرائز التي وضعت في الأصل
لخدمة المطية التي تحملهم، قال تعالى :﴿ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا
اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَO
(الحشر:19)
والفاسق هو الخارج عن حقيقته
المستغرق في شهواته الغافل عن وظيفة وجوده، والآية تنبه إلى أن سر فسوقه هو نسيانه
وغفلته عن الله، وفي ذلك إشارة إلى أن معرفة الله هي الأساس والمنطلق الذي ينطلق
منه من يريد أن يترقى عن حجاب النفس.
وقد سمى القرآن الكريم هذه
النفس بالنفس الأمارة بالسوء، قال تعالى :﴿ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ
بِالسُّوء)(يوسف: من الآية53)
وهي نفس مطمئنة من جهة اطمئنان
صاحبها لما هو فيه، فلا تحدثه نفسه بملامة أو عتاب، فهو راض عن حاله، قد كفى
الشيطان هم الوسوسة، وكفى نفسه هموم الصراع، فنفسه مستقرة مطمئنة، والقلب مغلف
مطبوع.
وفي مقابل هذه النفس نفس أخرى،
وهي كذلك نفس مطمئنة، لأنها استسلمت بعد
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 250