نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 255
سواء أكانت
حياة البشر أو الكائنات الأخرى. ولأننا نؤمن بأن الحياة قد نشأت بسبب صدفة عشوائية
تولدت من توافر مجموعة مقومات في الطبيعة كانت ملائمة لانبثاق الجيل الأول من
الكائنات أحادية الخلية، فإن هذا يُفسّر من قبل الآخرين على أنه اعتراف من
الملحدين بأنه لا معنى ولا مغزى للحياة وأنها مجرّدة من أية قيمة، وأنه لا يمكننا
نحن الملحدين أن نكتسب أي متعة أو رضا أو سعادة أو شعور بالإنجاز المتأتي من
كينونة الحياة كما يفعل الدينيون، وأننا لا نبالي بمعاناة وألم الآخرين، لأنه في
نهاية الأمر سيصبح الجميع طعاما تقتات عليه الديدان والبكتريا)
ثم راح يرد على
هذا المعنى، لا باعترافه بالحقيقة التي يدل عليها كل شيء، وأولها عقله الذي يفكر
به، والذي يجعل من اليوم الآخر ضرورة كبرى، لا يمكن أن يكون للحياة معنى من دونها،
بدل ذلك راح يقول: (نعم، الحياة على هذا الكوكب مصادفة محظوظة، مثلها مثل عدد لا
يحصى من المصادفات الأخرى المشابهة التي تولد عنها نشوء الحياة في أماكن أخرى من
هذا الكون الشاسع. ليس وراء هذه المصادفة أي معنى أو مغزى خاص أو استثنائي -
ولماذا يجب أن يكون؟ فالحياة على كوكب الأرض محصورة بداخل ما يعرف بالمحيط الحيوي
الذي يمتد من أعلى نقطة في الغلاف الجوي، على ارتفاع 20 كم فوق سطح البحر، وحتى
أعمق نقطة في خندق ماريانا في غرب المحيط الهادي، وهذا المحيط الحيوي في نهاية
الأمر ما هو إلا قشرة كروية رقيقة جدا تغطي سطح الكوكب، وذات سمك صغير جدا (31 كم)
مقارنة مع نصف قطر الكوكب (6378 كم)! ثم يأتي كوكب الأرض نفسه الذي يشكل، بكل ما
عليه، جزءا صغيرا للغاية من المجموعة الشمسية، حيث يمكن مقارنته بحبّـة ذرة موجودة
على بعد 82 مترا من مركز ساحة دائرية نصف قطرها حوالي 4 كم! والمجموعة الشمسية
نفسها ما هي إلى نقطة ضئيلة للغاية على طرف إحدى الأذرع الخارجية لمجرّتنا
الحلزونية، والتي هي بدورها واحدة من بلايين وبلايين المجرات
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 255